د. فاطمة العتيبي
الخذلان هو شعور مرير يزور الإنسان والأوطان حين تبذل كل سام فتفاجأ بمقابلة ذلك بالنكران والجحود.
لقد تراجعت الأمم المتحدة عن إدانتها لأعمال التحالف العربي في اليمن، لكنها أوجدت العديد من الأسئلة المفصلية، وأوجدت شوائب عديدة في علاقة صافية استمرت منذ انضمام المملكة العربية السعودية لعضوية الأمم المتحدة في عام 1945.
عقود من الزمن تشهد على جهود المملكة الإنسانية وبذلها المادي والمعنوي للمشاركة في إنقاذ العالم من الكوارث ومساعدة المنظمات الإنسانية على القيام بدورها في تقديم المعونات في شرق الكرة الأرضية وغربها وشمالها وجنوبها، حيث بلغت 14 مليار دولار أمريكي في عام 2014 ولم تكن قصراً على الدول الإسلامية لأن المملكة التي أطلق عليها العالم مملكة الإنسانية لم تفرق يوماً بين من يستحق المعونة والمساعدة، فكل البشر لديها سواء عرقاً وديناً ومذهباً، وهذه مواثيق التزمت بها منذ إنشاء صندوق التنمية 1975. والتي لم تتوقف المملكة العربية السعودية عن الوفاء بالتزاماتها حتى في أدغال إفريقيا فما بالكم في اليمن البلد العربي الذي هرعت المملكة لإنقاذه وتمكين قيادته الشرعية من العودة إلى صنعاء وتقليم أظافر المعارضة التي مثلت تهديداً لليمن والبلدان المجاورة له.
يبدو أن الأمم المتحدة ذاكرتها رملية فنسيت حجم المساعدات التي تقدمها السعودية لمنظماتها والتي تقتطعه من دخلها القومي بمقدار 1.9 وهو أعلى رقم تحظى به منظمات الأمم المتحدة بل إن هناك أنباء عن توقف أمريكا ذاتها عن دفع حصتها المحددة لدعم هذه المنظمات بحجة انهيار اقتصادها منذ 2009.
إن التحالف العربي كان حلا أخيرا بعد أن بلغت الأمور مداها من الخطورة في التوسع الإيراني الذي دعمت من أجله الحوثيين.
السلام كان ولا يزال هو خيار السعوديين الذي يدفعون من أجله أثماناً باهظاً من التفكير والسياسة والحوار والمال عبر المعونات من أجل إقناع كافة الأطراف في التوصل لحل مقبول ومتفق عليه.
اليمن جنوباً والعراق شمالاً يكشفان ذاكرة الأمم المتحدة الرملية التي تبتلع بسهولة أخطاء الحزب الشيعي في الفلوجة بينما تغص في سعي التحالف العربي لإنقاذ اليمن من الهاوية.
لن يضيرنا فرح عطوان وجوقته الخائبة ومن يدفع لهم بالعملة الصعبة بينما يقتل شعبه بشار وخامينئي وحزب الله، يظنون أنهم سينجحون في تشويه السياسة السعودية لكن خذلهم الله وسيخذلهم إن شاء الله.
والمنتظر من هيئة الأمم المتحدة أن تعمل على تقوية ذاكرتها لتظل مواقف السعودية ودول الخليج ودعمهما للسلام العالمي حاضرة أمامها وهي تعد تقاريرها.