ناصر الصِرامي
نجحت أوبر تحديداً لأنها قامت بأفكار عكس السوق، حضرت في الوقت المناسب ومع حاجة السوق، من رجل كان حتى سن 34 سنة بدون منزل أو مأوى، بدون زوجة وأولاد..!.
صحيح أن عامل البيئة التنافسية الكبير هو جزء مهم في تحفيز النجاح، لكن ترافيس كالانيك وفريقه، اختاروا التركيز على المشكلة وفهمها وهو ما زاد فرص النجاح !
ومن بين الأفكار التسويقية، قيام أوبر بدعوة أكبر عدد من سائقي التاكسي لحضور حفل عشاء فخم تعرض فيه الخدمة على السائقين، ثم تدع لهم التسويق عبر شبكة التاكسي الفعلية، وهؤلاء في العالم بالعادة يتشاركون في حب الثرثرة.. ليبدأ نسج القصص عن العشاء الباذخ والأرباح المتوقعة!
ومقابل قيام شركة أوبر بتنظيم العلاقة بين السائق والزبون عبر تطبيقها على الهواتف الذكية، تحصل الشركة مقابلة هذه الخدمة على نحو 20%، من التعرفة التي ينالها السائق.
تواصل الشركة إرسال شخص من داخل الشركة يقوم بدراسة جميع مستلزمات البداية وتسجيلها والعمل على تحسينها في الخطوة القادمة. إلى أن وصلت الشركة إلى إطلاق مدينة جديدة في مدة قياسية بلغت يوم إلى يومين، بعدما كانت تستغرق العملية ثلاثة أشهر، والتوسع العالمي في غضون أشهر!
تفرض «أوبر» على «شركائها» من السائقين الخضوع لدورات تدريبية تنظمها لإتقان التعامل مع آلية عمل عبر منصة إلكترونية ،كما الأخلاقيات المهنية لتقديم خدمات جيدة للركاب. فعندما يخفق السائق في نيل مستوى معين من رضا الركاب، يتعرض لاحتمال الاستغناء عن خدماته ضمن شبكة السائقين المعتمدين لديها، وهو الأمر الذي يضمن الجودة..!
في المقابل كانت هناك معارك مهمة، فقد وصل الأمر في بعض الدول إلى مقاضاة الشركة من السائقين والحكومات، وانتصر القضاء للسائقين في بعض الدول فيما وقف قضاء دول أخرى إلى جانب «أوبر»، وبين هذا وذاك، تتجاوز التطبيقات كل الحواجز الجغرافية أو حتى عوائق وانغلاق بعض الدول ، في النهاية الدول لن تنجح في سجن جميع المستعملين للتطبيق!
مناهضو أوبر واضحون جداً فا لصراع على المال ،حتى سائقي التاكسي في معظم بلدان العالم التي يعمل بها أوبر، ووقفوا أمامه ، لكن لا محالة من نجاح هذا التطبيق وتحكم التكنولوجيا الحديثة في مصائر المليارات..!
تقوم الشركة اليوم بنحو مليون عملية توصيل يومياً، ومليار عملية منذ إنشائها، ولديها نحو 395 ألف راكب نشط في الشرق الأوسط. ويبلغ عدد موظفي الشركة نحو 6700 موظف وتقدم خدماتها في 449 مدينة في 70 دولة حول العالم.
فيما كانت بدايتها في عام 2009 مع بدء تشغيل المشروع رأس مال أولي بلغ نحو 200 ألف دولار، وبعد عام وصل رأس المال إلى 1.25 مليون دولار، وذهبت نحو التحليق في سماء العالمية عام 2012.
وبحسب الصفقة التي استحوذ بموجبها صندوق الاستثمارات العامة على 5%، من شركة أوبر فقد ارتفعت قيمة الشركة أوبر إلى 62.5 مليار دولار. وتعتزم شركة أوبر التوسع في الشرق الأوسط، عبر استثمار 250 مليون دولار في دول المنطقة.
وقد سبق لمحرك البحث الصيني «بايدو» ان ضخ بعض الاستثمارات في “أوبر” لمساعدته في التوسع في السوق الصيني الضخم.
الشركة عينت فريقاً من الباحثين بقسم المركبات الآلية بجامعة “كارنيجي ميلون” للعمل بمركزها بمدينة “بيتسبرج”، لذلك يتوقع الكثيرون اتجاه “أوبر” لقيادة لتجربة السيارات ذاتية القيادة..!
.. الفكرة المبتكرة مهما تكالب عليها معارضوها وطعنوا في شرعيتها، لن تتوقف..
ثم لا عمر.. ولا حد للإبداع والعقل..!