«الجزيرة» - سلطان المواش:
أكَّد مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية هاني محمود زهران أن شبكة رصد الزلازل ترصد كافة الهزات الأرضية في المملكة.
وقال زهران لـ«الجزيرة»: إن الهيئة تتابع الأحداث الزلزالية على مستوى العالم وبشكل عام وفي المنطقة العربية بشكل خاص وبالمملكة شبكة وطنية للرصد الزلزالي وهي تابعة للهيئة وعددها 180 محطة رصد زلزالي واسعة المدى في كافة أنحاء المملكة ولديها القدرة على تسجيل كافة الهزات الأرضية على مستوى العالم، مشيرًا إلى أنه يوجد بالمملكة حقول بركانية خامدة ونشطة.
وأوضح زهران أن النشاط الزلزالي بالمملكة مرتبط أساسًا بالوضع الحركي «التكتوني» للصفيحة العربية حيث تتحرك الصفيحة العربية باتجاه الشمال الشرقي نتيجة الانفتاح الحادث في البحر الأحمر، لذا تركز النشاط الزلزالي بشكل عام على حوافها ـ فيلاحظ تركز النشاط الزلزالي على امتداد محور منتصف البحر الأحمر، وفي خليج العقبة، وفي الجهة الشرقية من المملكة بين المملكة العربية السعودية وإيران، إضافة إلى ذلك يوجد نشاط زلزالي متكرر في الجزء الغربي من الدرع العربي مرتبط بالنشاط البركاني في الحرات، كذلك نتيجة وجود صدوع حديثة تنتمي إلى العصر السينوزوي الحديث، وأحيانًا تحدث زلازل نتيجة إعادة تنشيط الصدوع القديمة التي تنتمي إلى عصر ما قبل الكمبري، مشيرًا إلى أن النشاط الزلزالي في دوران الصفيحة العربية باتجاه الشمال الشرقي على محوري خليج العقبة وخليج عدن، ولذلك يعتبر الشمال الغربي من المملكة والجنوب الغربي منها من أهم المصادر الزلزالية المؤثرة على المملكة.
وأكَّد زهران أن هناك صعوبة كبيرة في التنبؤ بالزلازل، مشيرًا إلى أنه يوجد بعض المؤشرات التي تشير إلى قرب حدوث زلازل كبيرة، وقد لا تحدث، وقال من خلال المراقبة المستمرة ورصد الزلازل، يمكن أن نتخذ الإجراءات الاحترازية في حال وجود نشاط زلزالي ملحوظ وأكبر من المعدل الطبيعي الذي تسجله محطات الرصد الزلزالي، أما في حالة التنبؤ بالبراكين، فمن الممكن التنبؤ بالبراكين قبل حدوثها، وذلك من خلال مراقبة النشاط الزلزالي ومراقبة أي ارتفاع في درجات الحرارة أو بدء تصاعد أبخرة وغازات في المناطق البركانية، ومن ثم يمكن البدء في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لإخلاء هذه المناطق خوفًا وحرصًا على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، وقد لا يحدث الثوران البركاني، وتستقر الأوضاع وترجع إلى طبيعتها، ومثال على ذلك ما حدث في حرة الشاقة عام 2009، فقد لوحظ أن جميع المؤشرات تشير إلى احتمالية حدوث ثوران بركاني، وقد تم إخلاء الحرة من الأهالي، ولكن بعد فترة استقرت المنطقة ولم يحدث شيء، وهنا نود أن نشير إلى مبدأ مهم وهو الأخذ بالاحتياط واجب واتخاذ الإجراءات الاحترازية مهم جدًا حتى ولو لم يحدث شيء.
ونفى زهران حدوث زالزل وبراكين خلال هذا العام، مشيرًا إلى أن محطات الرصد الزلزالي تسجل يوميًا عددًا من الهزات الأرضية الصغيرة التي لا يشعر بها الناس، فنحن نعرف ونحدد الأماكن والمصادر الزلزالية ونضع في اعتبارنا أقصى قوة زلزالية يمكن حدوثها في أي وقت، ولكن يصعب تحديد التوقيت الذي سوف يحدث فيه الزلزال.
وأكَّد زهران أنه يوجد حقول بركانية خامدة وحقول بركانية نشطة في المملكة، تكونت هذه الحقول البركانية بالتزامن مع انفتاح البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن المملكة تشكل المساحة الأكبر في الصفيحة العربية، إضافة إلى كل من اليمن، الكويت، البحرين، قطر، الإمارات، والأردن، وبالتالي تم تسميتها بالصفيحة العربية نظرًا لأن المملكة تشغل الجزء الكبر منها.
وأوضح زهران أنه يوجد بعض المناطق غرب المملكة ذات قشرة أرضية ضعيفة وغير سميكة نتيجة لعمليات الشد الناتج عن انفتاح البحر الأحمر مما يؤدي إلى قلة سمكها ومن ثم تكون ضعيفة، كما توجد مناطق سمكها كبير تقع في وسط المملكة يصل إلى 45 كم، ومن المعروف أن المناطق التي تتميز بأن سمك القشرة الأرضية ضعيف، باحتمالية حدوث زلازل وخصوصًا الزلازل البركانية.
وقال زهران: من أهم مهام الهيئة إصدار الخرائط التي توضح توزيعات الحرات البركانية، وكذلك خرائط توضح المخاطر البركانية في الحرات الموجودة بالدرع العربي، ويوجد لدى الهيئة الخرائط التي تحدد مواقع الحرات البركانية سواء الخامدة أو الحديثة، مشيرًا إلى أنه يوجد بالمملكة الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي وهي تابعة للهيئة.
وطمأن زهران الأهالي والمقيمين بأن الشبكة الوطنية ترصد كافة الهزات الأرضية ويتم تحليلها على مدار الساعة (24 ساعة)، وفي حالة وجود أي مؤشرات عن وجود نشاط زلزالي غير عادي، يتم تبليغ الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، تمنيًا من الأهالي عند حدوث أي هزات أرضية محسوسة الالتزام بالهدوء وعدم الانزعاج والهلع، بل عليهم التماسك حتى يتم التصرف بشكل سليم، وألا يتم الحصول عن المعلومات والبيانات الزلزالية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لأن بها مبالغات كبيرة، ومعلومات غير صحيحة، بل عليهم التوجه إلى موقع الهيئة الإلكتروني حيث يحتوي على جميع المعلومات والبيانات الصحيحة عن الهزات الأرضية فور حدوثها، كما يوجد بموقع الهيئة الإلكتروني التعليمات وكيفية التصرف في حال حدوث زلازل أو براكين، وأن يتتبعوا النشرات الإخبارية والتعليمات التي تصدر عن الدفاع المدني حرصًا على سلامتهم، وحفظ الله مملكتنا من كل سوء.
وأكَّد زهران أن الهزات الأرضية تنقسم إلى زلازل طبيعية وزلازل صناعية، وتندرج التفجيرات الصناعية التي يستخدم فيها الديناميت وخلافه تحت الزلازل الصناعية سواءً كانت لإنشاء الطرق أو المباني شاهقة الارتفاع أو إزالة الجبال، أو حفر الإنفاق، حيث تنتج اهتزازات أرضية نتيجة هذه التفجيرات ولكن نطاق تأثيرها لا يتعدى مئات الأمتار من مركزها.