تشرفت بلقاء الأمير محمد بن سلمان مرات عدة خلال زيارات كان يقوم بها لعمه الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - في مجلس سموه، وكنت أحد من يحظى بهذا الشرف إبان حياة سموه.
أتذكر أن سمو الأمير محمد بن سلمان يأتي لتناول السحور في قصر سمو الأمير نايف، ويجد التقدير والاحترام من الأمير نايف - رحمه الله -، وكنا نسعد بالسلام على سموه. ثم جاءت فرصة اللقاء بسموه مع جموع المبايعين في قصر الحكم، بعد اختياره وليًّا لولي العهد. ولفت نظري بشاشة سموه، وأريحيته، وترحيبه بالمبايعين والسلام بحرارة، وكذلك حجم الشبه الكبير بينه وبين جده الموحد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله -. وبدأ الأمير الشاب يعمل ليل نهار، ويخطط لمستقبل مشرق لهذه الدولة، بعد أن ولاه والده مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية؛ إذ التعليم والصحة والإسكان والصناعة والتجارة والثقافة والبترول والكهرباء والماء والشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية وغيرها.. بمعنى المسؤولية الكاملة والتنسيق بين هذه القطاعات بشكل متكامل. وإضافة إلى ذلك مسؤولية وزارة الدفاع، وخوضه معركة الحزم والعزم، وقيادته التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب. وكل ذلك في فترة زمنية قصيرة.
وبعد عرض الرؤية السعودية وحديث الأمير محمد بن سلمان التلفزيوني، ثم إجاباته في المؤتمر الصحفي، ساد التفاؤل عند السعوديين، وأدركوا ثاقب بصيرة خادم الحرمين الشريفين في اختيار هذا الشاب الجاد العملي إلى جانب أخيه الأمير محمد بن نايف ولي العهد؛ ليحدث التكامل والتوازن المطلوبين لصالح هذا الوطن العظيم. لقد أحب الناس الأمير، وشعروا بقربه منهم؛ فهو يهتم بذوي الدخول المتوسطة والأقل من المتوسطة، وحريص على تنمية المواطن وسعادته ورفاهيته، وقدم رؤيته بعد بحوث ودراسات وتواصل مع مختلف فئات المجتمع. كما أن الأمير كان ذكيًّا لماحًا حين رحَّب بمقترحات ورؤى وملاحظات ممن لم تتم دعوتهم للمشاركة؛ إذ يصعب دعوة الجميع، لكنه رحب بالجميع.
إننا مقبلون على عهد شفاف صادق بقيادة خادم الحرمين الشريفين، يحرص على تطوير الخدمات وتوفير احتياجات ومتطلبات المواطنين، وقيادة الوطن إلى سلم الطموح والتقدم. وهنا نقول: نكون أو لا نكون؛ فلا مجال للمثبطين والمتكاسلين والمتلونين؛ فالوطن وطن العقيدة والتاريخ والحضارة، ووطن الشباب والمستقبل والنهضة، وأمامنا الآن عمل كبير لإيقاظ العقول وشحن الهمم والتفكير بروح الفريق.. فليس منا الطالب الذي يذهب لمدرسته متثاقلاً، ولا المعلم الذي يسهر ويأتي للمدرسة دون تحضير، وليس منا الموظف الذي يتهرب من واجباته ويؤدي العمل بخمول وكسل وفساد، وليس منا رجل الأعمال الذي يفكر بذاته ومصلحته دون التفاعل مع قضايا المجتمع ومتطلباته، وليس منا من ينتمي لأفكار حزبية، ويقدم ولاءها وحبها ومصلحتها على ولائه وحبه وعشقه لوطنه، وليس منا المتطرف والمتشدد والمغالي في دينه؛ فنحن أهل الاعتدال والوسطية والتسامح. ونحن في زمن التحول الوطني، ولا بد أن نعمل يدًا واحدة بإخلاص وعطاء وحب وولاء وإنجاز وجهد مضاعف.
فدم شامخًا عظيمًا أيها الوطن، وإلى الأمام بإذن الله وتوفيقه.