حوار - علي العبد الله:
عمل مختلف متميز قدّم التراث الحجازي بقالب اجتماعي درامي مُدهش (أخاذ) استطاع من خلاله المخرج المثنّى الصبح أن يُقدم فيه ما لم نره في السابق عن ثقافة أهل جدة، وكيف كانت الحياة في فترة زمنية ماضية (1876 - 1918م).
مسلسل (حارة الشيخ) الذي شارك فيه نخبة كبيرة من نجوم الدراما السعودية منهم محمد بخش، ويوسف الجراح، وعبد المحسن النمر وخالد الحربي وآخرون، وبتكلفة إنتاجية ضخمة بانت من خلال الإبهار البصري الموجود في أحداث الصراع الدرامي الذي شاهدناه.
هذا العمل أثار جدلاً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت بعض الأصوات التي تطالب بإيقافه بسبب «ما يرونه» إساءة للثقافة الحجازية ولأهل الحجاز على العموم.
الأمر الذي جعلنا نبحث عن الشخصية الرئيسة في هذا العمل المثير للجدل، وهي شخصية المعلّم (درويش) فتوة الحارة، التي جسدها الفنان محمد بخش، وكان لنا معه هذه الدردشة عن العمل وتفاصيله:
* هل كانت هناك إساءة في العمل لأهل الحجاز؟
- لا أبداً، لم تكن هناك أي إساءة في العمل للحجاز وأهله.
* إذاً، كيف تفسر الحملة (الشرسة) التي ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي منتقدةً المسلسل؟
- بصراحة منذ أن بدأ (برومو) العمل أي العرض الترويجي له، بدأت بعض الأصوات بالانتقاد، وبطبيعة الحال نحن نحترم الرأي والرأي الآخر، ولكن أن يَتمَّ انتقاد العمل قبل أن يبدأ، فهذا باعتقادي يُعد جهلا، لأنه حكم مسبق على العمل، لأنك إذا أردت أن تنتقد عملاً معيناً، ينبغي عليك أن تشاهده لتحكم عليه.
وأضاف بخش مستطرداً في الإجابة: بالمناسبة هذا (اللغط) إن صح التعبير الذي أثير حول المسلسل كان له دور إيجابي في انتشاره وارتفاع نسبة مشاهدته، وكما تعرف هناك النقد الدرامي الجاد والهادف الذي (يُشرّح) العمل من الناحية الفنية، وهناك انتقاد عام من قبل الرأي العام بالعموم، وهناك الناس البسطاء التي تقبلك كما أنت.
ثم يُتابع، جسّد العمل منطقة استراتيجية في قلب الحجاز وهي جدة في فترة العثمانيين والاشراف، وهي فترة افتراضية لم نتعرض فيها لأحداث سياسية؛ بل تناول دراما اجتماعية (بحدوتة) موجودة في جدة، في فترة ماضية من الزمن، وهذه المنطقة الاستراتيجية كان فيها الحجاج ومجموعة من الجنسيات المختلفة، وكان فيها (الفتوّات) و(البلطجة) وكذلك (الخمارات).
* يُعاب على العمل أنه اقتبس مشهداً من فيلم (التوت والنبوت) الذي ظهرت فيه أمينة رزق تصفع ابنها عزت العلايلي بأمر من المعلّم وهذا المشهد تكرر في «حارة الشيخ»، ما تعليقك؟
- الاقتباس موجود، لأن هناك تشابها في الأحداث بين الدول العربية في تلك الحقبة الزمنية، حيث وجود (البشوات) والعنف والإهانة وانتصار القوي على الضعيف، هذه الأحداث الدرامية تواجدت هنا وهناك، وبالتالي تكرارها في مشهد درامي وارد، لأنّها فعلاً تكررت لكن بشكل آخر وبسيناريو مختلف قليلاً.
* انتقد البعض العمل بسبب تشابهه مع مسلسل (باب الحارة)؟
- كما ذكرت لك هناك مجموعة من الأحداث المتشابهة في الدول العربية بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها هذه الدول، فعلى سبيل المثال عانت سوريا من الاستعمار الفرنسي، ونحن عانينا من العثمانيين، بالإضافة إلى ذلك هناك تشابه في بعض العادات، أضف إلى ذلك أن كل من «باب الحارة» و»حارة الشيخ»، يجسدان التراث الشعبي بكل تفاصيله وأجزائه الصَّغيرة، وبالتالي قد يظهر بعض التشابه، لكن لكل من هذين العملين بصمته ولونه وخطوطه الدرامية الاجتماعية المختلفة.
* انقطعت فترة عن الأدوار الرئيسية وعدت في «حارة الشيخ» بشكل مختلف فهل كنت بحاجة لمثل هذه النوعية من الأعمال للعودة؟
- لا، الموضوع ليس كما ذكرت، أنا قرأت النص وتعمقت كثيراً فيه، أعجبتني القصة وتفاصيلها، كما أعجبتني الشخصية التي سأجسدها، فبدأت بعد ذلك بالمشاركة في ورشات الكتابة للعمل، وجلست مع المخرج، ووجدت أن العمل سيُقدم بشكل احترافي عال جداً، وبالتالي سيظهر بجودة عالية في كل المقاييس، وهذا ما أسهم في إعطائي مساحة أفضل وأكبر.
علاوة على ذلك العمل خرج بتكلفة إنتاجية ضخمة وبوجود أسماء كبيرة ولامعة في الدراما السعودية، وبمتابعة شخصية من الشيخ الوليد البراهيم.
* حسناً، هل سيكون هناك جزء ثان للعمل؟
- بصراحة ما دار بيني وبين الشيخ الوليد حول هذا الموضوع، يؤكد رغبته في صناعة جزء ثان للعمل، وهذه أمنية لي، ولكن لا نريد أن نستبق الأحداث، ونحن فعلاً بحاجة إلى جزء مُكمل لهذا العمل الضخم، لأنه كما تعرف لا يخلو أي عمل من بعض الأخطاء والسلبيات في نسخته الأولى؛ فوجود جزء آخر سيعطينا فرصة لتقديم أفضل من ما قدمنا لهذا العام.