فيينا - «الجزيرة»:
في إطار احتفالات صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) بالذكرى الأربعين لإنشائه والتي يكرسها لتسليط الضوء على محنة اللاجئين، أقام عشية أمس الاثنين مدير عام أوفيد، السيد سليمان جاسر الحربش، مأدبة إفطار بمناسبة شهر رمضان الفضيل على شرف اللاجئين في النمسا لتعزيز المزيد من أشكال التواصل والتعاضد مع اللاجئين في شهر الخير والرحمة في ظل ظروف المعيشة الصعبة التي تواجههم.
وقد حضر مأدبة الإفطار الرمضانية، التي أشرفت على تنظيمها لجنة أوفيد الاجتماعية وأُقيمت في ساحة قصر دويتشه - مايستر بمقر أوفيد في العاصمة النمساوية، فيينا، أكثر من مائتي شخص تضمنت نحو خمسين لاجئاً من بينهم أطفال وشباب تتراوح أعمارهم ما بين 7 أشهر و18 سنة ممن يحملون الجنسيات السورية والعراقية ونخبة من أبرز الشخصيات وناشطي الأعمال والمنظمات الخيرية النمساوية فضلاً عن موظفي أوفيد.
واستهل الحربش كلمته الافتتاحية باللغة العربية بتهنئة الحضور بحلول شهر رمضان المبارك، شهر التقوى والعبادة شهر السلام والصداقة، معرباً عن أسفه للظروف القاسية التي تمر بها المنطقة العربية، ومتمنياً إخماد كافة النزاعات والقتل، وتلا بعض آيات الذكر الحكيم التي تبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. وأكد السيد الحربش على أن الواجب يحتم علينا جميعاً مساعدة إخواننا وأخواتنا الذين تركوا منازلهم من أجل مستقبل أكثر أمناً حتى يبدأوا (يبدؤوا) حياتهم في بلد جديد يحترمون فيه ثقافته ويتعلمون لغته إلى أن يمن الله عليهم بالعودة إلى أوطانهم. ونوه السيد الحربش إلى منح أوفيد جائزته السنوية للتنمية لعام 2016 للاجئة السورية دعاء الزامل تقديراً للبطولة التي أبدتها حين ظلت تحمل بين ذراعيها طفلة تبلغ من العمر سبعة عشر شهراً على مدى ثلاثة أيام في عرض البحر بعد غرق المركب الذي كانت تستقله هرباً من أجل حياة آمنة ومستقبل أفضل في أوروبا.
وأشار الحربش إلى إنشاء صندوق باسمها لاستكمال دراستها ولصالح أمثالها من الضحايا اللاجئين المنكوبين الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية فضلاً عن زيادة التوعية بهذه الأزمة العالمية. وتطرق السيد الحربش سريعاً إلى جهود أوفيد منذ إنشائه لدعم اللاجئين من خلال تقديم المنح الخالصة، مشيراً إلى تعاونه الذي امتد إلى مختلف المنظمات غير الحكومية التي توفير المساعدات اللازمة للاجئين، وخص من بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) وكذلك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فضلاً عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر.