فهد بن جليد
خطوة جريئة وإيجابية - تستحق أن نشيد بها - تلك التي قام بها وزير العمل والتنمية الاجتماعية بإتاحة فرصة الترشح للوظائف القيادية بوزارته (لكافة الموظفين)، ضمن برنامج اكتشاف القيادات، نحن في حاجة لخطوات مُشابهة في جميع وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية (المليئة) بكوادر شابة ومؤهلة تستطيع القيام بأدوار قيادية ناجحة في المُستقبل.
من السهل (جذب القيادات) من خارج كل مُنشأة - أو هكذا يعتقد - صناع القرار فيها، لكن الخطوة الأهم والتحدي الأكبر هو اكتشاف المواهب داخل الوزارة أو المؤسسة؟ والاحتفاظ بها وإعطاء الموظف الفرصة من أجل القيام بأدوار أكبر تقود لتحقيق الأهداف، ورفع الأداء، بعيداً عن الطرق التقليدية والبيروقراطية من أجل شغل مثل هذه الوظائف؟!.
علينا أن ننتظر نتائج ما قامت به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، لنقيِّم مثل هذه التجربة في الكشف عن القيادات الواعدة بين الموظفين، وكيف يمكن أن تُساهم في إعادة التنظيم الإداري بناءً على الأكفأ والأجدر بين الموظفين، وهذ حلم كبير ربما غيَّر من شكل وطريقة عمل الوزارة بأكملها، وجعلها تدار بعقول (أكثر شباباً) وحيوية، لتكون قادرة ومؤهلة للتفاعل مع التنمية، ومواكبة الرؤية الوطنية والتحدي الذي نخوضه جميعاً من أجل بلادنا؟!.
الدول التي سبقتنا في التنمية خاضت تجارب مُشابهة، وفتحت المجال أمام الصف الثاني والثالث من القيادات الشابة في الوزارت والمصالح الحكومية، أجل التقدم بأفكارهم وخططهم لقيادة العمل، وتطويره من أجل مُستقبل واعد، عبر تطبيق رؤى وأفكار هذه الكوادر الوطنية الشابة، وصقل مهاراتهم الشخصية وتهيأتهم لقيادة العمل، أو التفاني والإخلاص من أجل تحقيق أهدافهم في بيئة وظيفية جاذبة؟!.
يكفينا في هذه المرحلة شعور الموظف المؤهل بأن الطريق أمامه مُمهد للوصول إلى مركز قيادي يستطيع من خلاله تحقيق أفكاره وطموحه، مُتجاوزاً كل بيروقراطية قد تعيق تحقيق حلمه، وهذا بلاشك سينعكس إيجاباً على أدائه وتحمُّله المسؤولية، مع سعيِّه المستمر للتميز، وهنا سنحقق تغيراً جذرياً في علاقة الموظف بوظيفته؟!.
سيتغير أداء الموظف متى ماشعر أن مقر عمله ليس مجرد مكان (لكسب العيش) فقط، بل هو أيضاً منصة تحقيق الطموح والأحلام؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.