«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
مازال صراع الأطباق الرمضانية مستمر منذ بداية الشهر الكريم. والحقيقة أنه كريم جدا لا بأطباقه الدسمة والمتنوعة فحسب وإنما بمايحمله من خير وبركة وصداقات. ونظرا لكون هذا الصراع يستمر طوال شهر رمضان.
فبالتالي تستعد له مختلف الأسر في بلادنا وغير بلادنا بمختلف المواد والأطعمة بدءا باللحوم والدجاج ومرورا بالحبوب على اختلاف أنواعها من أرز وقمح وجريش ومفلق.
ورز مصري وأمريكي. ووصولا إلى المكسرات الثمينة. غير المعلبات. والعصائر.. والفواكه المجففة التي تحتاجها أطباق رمضان في صراعها الرمضاني على السفرة السعودية التي ماشاء الله ازدهرت في العقود الأخيرة وباتت تضم أطباقا أجنبية لم تكن معروفة لدى العديد من الناس فيما مضى من زمن.. صحيح أن بعض المناطق وحتى المحافظات تتفوق على غيرها من تنوع أطباقها فتجد سفرتها ومنذ القدم تتميز بتنوع وتعدد الأطباق فيها.
ولن أشير هنا إلى أكثر المناطق شهرة في هذا المجال فجميعنا يعرفها.. هذا في الماضي أما في الحاضر فلقد زحفت الأطباق على السفرة السعودية وباتت أشبه بلوحة بانورامية فيسفائية من كثرة أنواع المأكولات التي تشاهد فيها.. ومثل كل شيء في الحياة في وطننا الحبيب ازدهرت وتطورت العملية الغذائية في البيت السعودي وتجاوزت الأطباق التي كانت محدودة.
وتكاد اليوم لاتعد ولاتحصى والبركة فيما تعلمته فتيات الوطن خلال حصص التدبير المنزلي. إضافة الى ماتوفره المكتبات من كتب الطبخ المتنوعة التي تحتل مكانا بارزا فيها.؟!. وفي نفس الوقت تعتبر اليوم الأكثر مبيعا مقارنة بالكتب الأخرى.
وهذا يؤكد أن صراع الأطباق صراعا ناجحا ومتفوقا على الصراع الفكري أو الثقافي. وكما يقال البقاء للأصلح.؟! حتى أن بعض أسعار كتب الطبخ هي الأغلى ثمنا والأفضل تصميما وإخراجا.. ودرت على أصحابها وصاحباتها الملايين. اللهم لاحسد. وصراع الأطباق يبدأ من بعد صلاة العصر فالتحضير لحرب الأطباق يكون على أشده. وعلى الأخص فالبطون جائعة. وسيدة البيت تفكر مع خادمتها أو خادماتها بمعنى أصح فسفرة رمضان تحتاج للعديد من الأيادي للمشاركة في تحضيرها.
واحدة تقوم بتحضير الخضار. وأخرى مسؤولة عن لف السمبوسة وحشوها وإذا تكرمت بعض فتيات البيت بالمشاركة فهذه تقوم بتحضير عجينة اللقيمات أو القطايف وشقيقتها مسؤولة عن أعداد طبق الحلو.
عمل وصراع وتعب.. وبعدها تتنوع الأطباق.. الجميع في صراع نحو الإعداد لسفرة الإفطار التي يجب أن تكون عامرة بكل مالذ وطاب.. وهنا تبدأ عملية المنافسة والصراع الحقيقي. فما هو الطبق الرئيس اليوم.
الطبق الذي سوف يكون ملك المائدة. هل هو طبق الهريس. أم الجريش. أم الثريد المبارك أو التشريبة. أو يكتفى بطبق من المرقوق الذي سوف يضرب بقوة مكتسح جميع ما ذكر.. لكن لا وألف لا.
هناك طبق يترصد وبقوة. لينقض على الجميع.. ويفرض نفسه أنه طبق الشوربة المفضل لدي الجميع.
صحيح أنه شوربة لكنه. طبق مهم. ويفضله الأطباء أن يكون دائما في مقدمة ما يأكله الصائمون.. نسيت أن أقول من الأطباق الجديدة والتي زحفت على السفرة السعودية. وهو «المكرونة بالبشاميل» حيث نفوس البعض إليها تميل.. وعند موعد الإفطار ورغم تعدد الأطباق تأتي الضربة القاضية عندما يحمل أحد الأبناء. فطوره الذي وصله عبر (الدلفري) والذي يشتمل على شيزبرغر والنغت والبطاطس المقلية و»درام» من مشروب الكولا.. ورمضان كريم.؟!