حث بعض أهالي محافة القويعية بمنطقة الرياض المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بالمحافظة عن التراث والموروث الشعبي من أجل المحافظة على ما تبقى اليوم من الموروث العمراني الذي تحتضنه المحافظة ولم تطله آليات (هدم التاريخ) والذي يعاني من عدم الاهتمام الكبير من بعض الجهات المسئولة والجهات ذات العلاقة، وتشير بعض المعلومات لانفتاح شهية آليات (هدم الموروث) ببلدية القويعية لإزالة ما تبقى للمحافظة من إرثها العمراني والتي لن يعذر الرأي العام البلدية في حال هدمها وسط ثقافة تقودها الدولة ويتبناها المجتمع بالاهتمام والعناية والترميم لكل طوبة أثرية على أرض الوطن.
مما دعا عددا من الأهالي لإطلاق مناشدة عبر «الجزيرة» لكل مسئول بالمحافظة بإيجاد حلول أخرى غير الهدم للحفاظ على هوية المحافظة التاريخية كما ناشدوا المسئولين في الهيئة العامة للسياحة والآثار والمهتمين بالإرث التاريخي لكل شبر على هذا الوطن سواء كانت جهات حكومية أو أكاديمية أو مجتمعية أو فردية التدخل لإيقاف أي عملية هدم للموروث العمراني على مستوى المحافظة وإيجاد حلول مع الجهات المعنية للحفاظ على الموروث التاريخي الذي يعتبر بالدرجة الأولى مقدرات وطنية.
ففي الوقت الذي تتسابق المحافظات والمناطق على حفظ موروثها الشعبي بوجهه الثقافي والاجتماعي والعمراني، وتتتالى الأوامر والتعليمات من مستويات عليا في الدولة بالاهتمام والعناية بما تبقى وما ترك الزمن لنا من شواهد تاريخية تحكي فصولا من الأصالة والعراقة لكل منطقة ومحافظة، وفي الوقت الذي تعمل هيئة السياحة جاهدة على كل الأصعدة الميدانية والتثقيفية للحث على الحفاظ والعناية بكل ما يتعلق بالموروث الشعبي سواء كان ثقافيا أو اجتماعيا أو عمرانيا نلاحظ ان بعضهم غير مهتم بهذا التوجه الوطني بالمحافظة.
نرجو من الجهات المسئولة بمحافظة القويعية الاهتمام والمحافظة والعناية بكل تفاصيل الموروث الشعبي وأن تساهم مع أي جهة حكومية وبشكل فاعل في عدم هدم وإيقاف إزالة قرى تراثية بأكملها تحمل بين جنباتها قصة أجيال وأجيال تتابعوا في بناء القويعية حتى وصلنا للقويعية الحديثة التي تغرق اليوم في المدنية.
فبعد أن أزالت بلدية القويعية سابقاً بمباركة جهات حكومية أخرى القرية التراثية المعروفة «بالديرة» وكذلك قصور مزعل التراثية التي كان من أهمها وأشهرها قصر أقام فيه المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - في إحدى زياراته وغيرها بحجة أنها تشكل أخطارا أمنية مما دعا أهالي القويعية اليوم للعض على أصابع الندم للسماح لآليات البلدية بهدم تاريخهم وموروثهم العمراني خاصة وهم يشاهدون نجاح بلديات محافظات المنطقة ومناطق عدة في المملكة مع الجهات المعنية في العناية بالموروث العمراني مستنيرة ومستفيدة من توجه الدولة بالاهتمام والمحافظة على هذا الإرث التاريخي والتي أطلقت من خلالها حملات لترميم وإعادة إحيائها لتكون واجهة سياحية وشاهدا تاريخيا لأصالة وعراقة محافظاتهم ومناطقهم، وساهمت في دعم المواطن في عبء ترميمها وتعاملت معها على أنها مقدرات وطنية، وكان من أشهر هذه الحملات مثلا حملة «لا يطيح» بمحافظة المجمعة.
نكرر الرجاء من المسؤولين والجهات الأخرى ذات العلاقة بالنظر إلى الموضوع من زاوية المحافظة على التراث العمراني والبدء بتبني مشروع وطني طموح للحفاظ على ما تبقى من مواقع أثرية بالقويعية ونقدر لهم تجاوبهم المثمر.
عبد الرحمن الشافي - القويعية