المتابع بدقة للمشهد الفلسفي السعودي، يجد أن أغلب المنتسبين إليه يكتبون غالبا عن الفلسفة عن طريق تناول أطروحات الفلاسفة الآخرين ومناقشتها، أو مناقشة حال مدرسة فلسفية أو مذهب فلسفي ما، أو تناول المعلومات العامة عن الفلسفة «كيف بدأت الفلسفة ؟، أول فيلسوف في التاريخ ... الخ «، والنادر منهم من يبتكر أدواته الفلسفية النقدية؛ ليرسم فلسفته الخاصة تجاه قضية من القضايا الراهنة أو الماضية ليجعل ذلك التناول مفيدا وصالحا عبر الزمن، لكونها دخلت العقل الفلسفي النقدي .. هي من أولئك النادرين، لأن لديها القدرة الفائقة على تناول القضايا الراهنة كما في كتابها «العرب الجدد: ثقافة سقوط ما بعد القدسية الأبوية» الذي فككت فيه سقوط تلك القدسية بعد الربيع العربي، أو تناول القضايا الماضية كما في تناولها لتجربة الملك عبدالعزيز والإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - ووضع تلك التجارب داخل العقل الفلسفي النقدي البعيدة تماما عن التقليدية الرسمية.
ترسم المعادلات المفاهيمية لمقاربة الأفكار وتوضيحها ووضع نظام للعلاقات المتشابكة بينها تماما كما في كتابها «العقل النقدي: فلسفة التصور الثقافي».
تنأى عن الإعلام وضجيجه، لتكتفي بوضع القضايا داخل العقل النقدي الفلسفي بهدوء عبر مقالاتها الأسبوعية، ولتمنح المكتبة العربية الإصدارات الفكرية العميقة المتتابعة، ولتصبح أنموذجا رائعا للمرأة المثقفة في بلادي. إمضاء الرائعة سهام بنت حسين القحطاني: تحرك كثيرا في عتمات أعماق المعرفة، ليكون نورا للمستقبل.
- حمد الدريهم