أحداث غريبة وخطيرة في موسم 2015 الذي ودعناه للتو! فرئيس الهلال لوح بالاستقالة، وتبعه رئيس النصر، ورئيس الشباب يريد الرحيل هو الآخر، ورئيس الاتحاد متورط بالنادي، ورئيس الخليج استقال بشكل رسمي، والرائد يدار برئاسة مؤقتة، والقاسم المشترك بين كل هذه الأندية، وما يحدث مع رؤسائها، هو أعضاء الشرف، وابتعادهم وانقسامهم وعدم دعمهم المادي، ففي الهلال وُعِد الرئيس بالدعم المالي السخي، لكنه صدم مع بداية الموسم وأثنائه، بتبخر هذه الوعود، ومعها أعضاء الشرف، أما في النصر، فهناك انقسامات وخلافات شرفية حادة، على الرئيس انعكست على الفريق وعليه، وجعلته يرمي المنديل مكرهاً، في نهاية المطاف! وفي الشباب لم يجد الرئيس حوله، حتى نهاية الموسم، غير الرمز الشبابي الداعم وأبناؤه، حسب تصريح الرئيس نفسه! أما في الخليج فالأمر أشد وأنكى فالخلافات الشرفية الحادة، وصلت حد التشكيك في أمانة رئيس النادي!! ما دفعه في النهاية إلى تقديم الاستقالة فوراً ودون رجعة، وفي الرائد قل ما شئت عن انقسامات أعضاء الشرف، أما في الاتحاد فالكل يعرف حجم الديون (المهول) الذي وصل إليه النادي، والذي قد يهوي به إلى دوري الدرجة الأولى على أسوأ الأحوال! لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا حلت كل هذه المحن والكوارث بالأندية، مجتمعة في موسم واحد!؟ هل هي مصادفة، والسؤال الأهم والأنجع هو: إلى متى والأندية تعيش على (مزاجية) أعضاء الشرف، وهباتهم وفتاتهم الذي يخرجونه عاماً ويحجمون آخر! وهل يليق بأندية عريقة وطاعنة في السن وحققت أمجاداً للبلد، أن تعيش على دراهم معدودة، وأخرى لا تُدفع إلا عندما يتكرم بها أعضاء الشرف، أو تتحسن أمورهم المادية، أو حتى تنفذ الرغبات الفنية لبعضهم، والتي قد تضر بالنادي! ومتى يفتح ملف (الخصخصة) أو يفعَل بالأحرى؟ والغريب أن هذا الملف - أي ملف الخصخصة - الذي كان الشغل الشاغل للأمير عبدالله بن مساعد قبل أن يكون رئيساً للهيئة العامة للرياضة! لن ينصلح حال أنديتنا والله وهي تعيش هكذا على الهبات، وعلى ما تحصل عليه، من الحكومة ولا يليق بها هذا حقيقة، ولا يستقيم حتى مع الزمن الذي نعيش فيه، فالأندية المستقرة والناجحة في العالم، هي التي يقوم عليها (ملاك) أو شركات كبرى، يهمهم في المقال الأول نجاحهم، وزيادة أرباحهم ونمو عوائدهم المادية، الكل في انتظار تفعيل الخصخصة على أرض الواقع، وتخليص الأندية من هذه المزاجية والبدائة التي تدار بها، أخيراً ليت أن مشكلات أنديتنا توقفت على الدعم المادي فحسب، لكان الأمر هيناً، بل إن مصيرها برمته بما في ذلك تنصيب رئيس النادي وعزله، في يد بعض أعضاء الشرف، وعلى حدود ضيقة جداً أحياناً، في تجاهل صارخ وتجاوز فاضح للجمعيات العمومية في الأندية، وتهميش لدورها! وبعدها نزعم أننا نطبق الاحتراف منذ عقدين، فعن أي احتراف نتحدث، بل نحن نطبق (الاحتراق) الذي أتى على بعض أنديتنا، وفي طريقه للقضاء على البقية.
- صالح الصنات