من السُّنة الحميدة والاجتماعية الطيبة المجالس الأسرية والتي تضم الأصدقاء والأقارب وفيها يتجدد اللقاء بين الأحبة والأصدقاء، ويأتي ذلك وسط ظروف الحياة الصاخبة والتي انشغل فيها الكثير عن التواصل والالتقاء حتى لأقرب الأقربين فأصبح الأب لايلتقي بأبنائه المجاورين له إلا بعد فترات طويلة، والأخ لايرى إخوانه إلا بعد طول غياب، وبالتالي انقطع الوصل والتواصل بين الأقارب والأصدقاء، والسبب هو التباعد والركض في هذه الحياة وقلة الاهتمام بهذه الفضيله فضيلة التواصل والصلة، وأنا أعتقد أنه خلاف أنها فضيلة حثنا عليها ديننا الحنيف هي أهم أحد ركائز المسؤولية الاجتماعية في علم الاجتماع الحديث، فهي مسؤولية مجتمعية يجب أن يتعاون أفراد المجتمع على إحيائها والقيام بها لأن فيها تواصل الأخ بأخيه والجار بجاره والصديق بصديقه، ومن خلالها يمكنك أن تتعرف على من حولك وتكون علاقات أخوية تشرح صدرك وتبهج خاطرك في كل مناحي الحياة، وكما قال المثل الشعبي ( معرفة الرجال تجارة ).
وبعد هذه المقدمة لعلي أعرج على مجلس قام عليه أصحابه لهذا الغرض قصدهم جمع الأحبة والأصدقاء لما فيه زرع المحبة وإدخال البهجة والسرور على رواده هو مجلس الأخ/ ناصر بن هاجد السيحاني معرف قبيلة السياحين ومدير مكتب محافظ شقراء وإخوانه وهو مفتوح طوال العام وخاصة في شهر رمضان المبارك حيث يفتح ابوابه بعد صلاة التراويح، وحتى ساعات السحور الأولى وهو مفتوح للجميع من أقارب وأصدقاء وضيوف وكتب عنه العام الماضي في صحيفة الجزيرة تحت مسمى المجلس الرمضاني الذي لا ينام، ولشهرته تم استضافة صاحبه عبر اذاعة الرياض في برنامج « الهوا نجدي « وتحدث عنه وفوائده الاجتماعية والدينية والادبية وقبل ذلك تحقيق التواصل بين الاقارب والأصدقاء وقضاء اوقات مفيدة وممتعة.
وهذا المجلس المفتوح طوال العام في منزل الأخ/ ناصر وإخوانه يحضره كبار السن والشباب ويرتاده الأدباء والشعراء والمثقفون من مختلف طبقات المجتمع، كما يحضره عدد من رجال العلم والدين وفيه يتم القاء بعض المحاضرات في الوطنية والقيم الدينية والاخلاقية والتصدي للفكر المتطرف والارهاب الذي يتعرض له شباب هذا الوطن بين الفترة والأخرى، وكذلك حب الوطن وولاة أمره، وهذا أمر جميل أن تتطرق له مثل هذه المجالس لتكريس اللحمة الوطنية، كما يجد مرتادو هذا المجلس ما يفيدهم من ممارسة للرياضة ومسابقات ترفيهيه توزع فيها الهدايا.
وختاماً، يطيب لي كأحد رواد هذا المجلس من سنوات أن أتقدم باسم مرتاديه بجزيل الشكر والتقدير لصاحبه ودعواتنا له بالتوفيق.
رئيس مركز الجريفه - شقراء