لم تكن حركة النقل الخارجي التي أتمَّتها وزارة التعليم لمعلميها ومعلماتها مجرد إجراء روتيني مثل مئات الحركات التي تجريها وزارة التعليم منذ إنشائها عام 1373هـ، لكنها كانت برنامجاً وزارياً كاملاً وضعت فيه وزارة التعليم مرتكزات سياستها الجديدة تجاه المعلمين والمعلمات، ورسمت فيها طبيعة العلاقات معهم بعد إعلان تأخيرها وإصرار وزارة التعليم للخروج من نتائجها بالضعف أو عدم تحقيق سقف الطموحات والآمال بقالب مهني جاذب يمثل عنق الزجاجة التي يمثل تخطيها التحدي الأكبر لقيادة الوزارة الجديدة تحت قيادة معالي الدكتور أحمد بن محمد العيسى.
وشكَّلت الروابط بين وزارة التعليم والمعلمين على الدوام على أساس أهمية مكانتهم ودور مهنتهم، وتطورهم لمواكبة الأحداث واتساعهم لمسايرة الزمان ومن ثم احتواء ضروب المتغيرات والمستجدات كيما يبلغوا رسالة المهنة ويجسدوا قناة الاستمرار والتواتر. لذا فقد كانت رسالة معالي وزير التعليم بمناسبة إعلان الحركة خلال المؤتمر الصحفي الذي تم عقده، تهنئة للمعلمين كلهم بالفخر في إنهاء الحركة وتحليقها من فنن إلى فنن ممخرة أبحر الإعجاب وممتطية أرجاء المكان.
وكان أبرز ما جاء في رسالة معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى هو دعوة كل المعلمين والمعلمات للوقوف مع وزارتهم وأنه يحرص كل الحرص لنقل الحركة إلى واقع يجعلها حية أصيلة قابلة للنمو والاطراد لاحتضان مجمل الطموحات واكتناف مختلف الآمال ومتجددة الأشاش والحيوية. وتأكيده على أن وزارته ستراجع بشكل كامل منظومة حركة النقل وفي الوقت نفسه رأى أن تكون على مستوى الإدارات التعليمية، لافتاً إلى أن الوزارة تدرس أن تكون الحركة طوال العام والبعد عن المركزية وجعلها عن طريق إدارات التعليم.
إن المعلم في النظام التعليمي لديه من بعض الإشكاليات التي قد تعيق من أداء رسالته العظيمة، والميدان التعليمي بحاجة ماسة الآن أكثر من ذي قبل لرؤية واضحة يمكن من خلالها تعزيز مكانة المعلم ومن ثم الارتقاء بمهنة التعليم، لكي يتحقق هدف النظام التعليمي الأول وهو تحسين مخرجات التعليم، وقطعاً لا يتم ذلك إلا عبر الركيزة الأساسية في العملية التعليمية، ألا وهو المعلم.
وقد استبشر الميدان بعد تعيين الدكتور أحمد العيسى وزيراً للتعليم، عندما وجه بتشكيل لجنة لمنح المزيد من الامتيازات للمعلمين والمعلمات، وتكون مهمتها تفعيل مهنة التعليم ومكانة المعلمين باسم لجنة رفع قيمة مهنة التعليم، إن هذه العناية وهذا الاهتمام من وزير التعليم يُعطي دلالة واضحة لأهمية تلك المكانة المنشودة من الجميع للمعلم، حتى إنه صرح في عدة مناسبات مؤكداً على تعزيز هذه المكانة، والميدان مازال ينتظر ويتطلع إلى نتائج هذه اللجنة حتى يتم تطبيقها على أرض الواقع.
لقد سعدت كثيراً بشمولية الحركة لـ 72 ألف معلم ومعلمة، بما نسبته 60 % من المتقدمين والمتقدمات للحركة، مما جعلها تحقق بامتياز ثاني أكبر حركة في تاريخ الوزارة. وسعدت أكثر بتأكيد معاليه أن الوزارة تتعامل بشكل جاد وشفاف مع ملف حركة النقل الخارجي للمعلمين والمعلمات لتخرج بأفضل صورة ممكنة. ورأيت أن نسبة المعلمين المنقولين بلغت 55.6 %، ووصل عدد المنقولين على الرغبة الأولى 23918 معلماً، والرغبة الثاني 1647 معلماً، والرغبة الثالثة 1141 معلماً، وباقي الرغبات 8091 معلماً، وبلغ عدد المعلمين المنقولين في الحركة 34797 معلماً من بين 62573 متقدم للحركة.
وبلغت نسبة المعلمات المنقولات 64.8 %، ووصل عدد المنقولات على الرغبة الأولى 27339 معلمة، والرغبة الثانية 2388 معلمة، والرغبة الثالثة 1551 معلمة، وباقي الرغبات 6114 معلمة، وبلغ عدد المعلمات المنقولات في الحركة 37392 معلمة من بين 57650 متقدمة للحركة.
فيما بلغ عدد المعلمين والمعلمات المنقولين بحسب برنامج الظروف الخاصة 1267 متقدماً ومتقدمةً، فيما تم نقل 2302 معلمة مشمولات ببرنامج «خلافة الغازي».
شكراً لوزارة التعليم على جهودها.. وتهنئتي للمعلمين والمعلمات الذين شملتهم الحركة، متمنياً لهم تحقيق المقصود وتجسيد المنال في قالب تعليمي مؤثر وإطار جمالي لافت في أماكنهم الجديدة.
- مدير العلاقات العامة والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر