صيغة الشمري
لو بحثت في تاريخ جميع دول العالم لوجدت أنها تولي التعليم اهتماما خاصا، تجدها قد خلصت مبكرا من تأسيس مشاريع التعليم حتى لم تعد هناك ملاحظة يمكن قولها عن التعليم في تلك البلدان التي تعتبر مشاريع التعليم ضمن مشاريع البنية التحتية ذات الأولوية القصوى، ولست هنا لأبين أهمية التعليم وتوفير حق التعليم لكل مواطن عند كل دول العالم، ولعلكم تذكرون ذلك القطار الياباني الذي يشق مساره بين الثلوج والجبال للوصول الى هجرة بعيدة من أجل نقل طالبة واحدة فقط، ولو كانت هذه الأسرة في السعودية لوجد والد الطفلة أنه أمام خيارين أحلاهما مر، إما ترك بيته والانتقال الى مكان فيه مدرسة، أو حرمان الطفلة من المدرسة، تمنيت أن هناك جهة تدقق وتراقب ما يفعله المسؤولون في التعليم منذ سنوات بعيدة وحتى يومنا هذا، الذي يراقب مشاريع التعليم على عجل سيجد نفسه أمام لغز كبير حول سبب اتخاذ قرارات ومشاريع تبدو فاشلة أو غير ناجحة بشكل كاف، وكأن هناك استعجالاً وعدم خبرة في مركز اتخاذ القرار داخل وزارة التعليم، مضى الآن ما يقارب الثمانية أشهر على اطلاق وزارة التعليم لمشروع اسمته (فطن) وقالت عنه انه مشروع وطني وقائي للطلاب والطالبات، ولا أعرف ما هو سر وضع كلمة (وطني) في تعريف المشروع، هل يقصد به أنه صناعة سعودية غير مستورد من الخارج؟! أم أنه لا يشمل الطلاب غير السعوديين؟! كما أن (السلوقن) أو تعريف فطن لم يخبرنا سوى أنه وقاية دون اخبارنا وقاية من ماذا؟! حيث إن هناك أنواعاً عديدة من الوقايات أجزم أن الأخوة في دفة القيادة التعليمية لا يقصدونها جميعاً وإلا لاحتاجوا لميزانية مضاعفة، من وجهة نظري المتواضعة التي أتمنى أن تكون خاطئة أن مشروع فطن نجح اعلامياً بشكل مميز جداً على عكس حقيقته في الواقع، حيث ذهب عام دراسي كامل ولم نسمع أو نرى خطوة واحدة على أرض الميدان، مما يجعلك تكاد تجزم أن ميزانية الدعاية لمشروع فطن تفوق آلاف المرات الميزانية التشغيلية له كمشروع الهدف منه أكبر من اسمه، مع تحفظي على اسمه من الأساس، حيث إن اسم فطن ليس الاسم الأفضل لمثل هذه المشاريع التي قد لا تخص التعليم وحده لا من قريب ولا من بعيد، بل تخص جهات حكومية أخرى متخصصة، وتملك ادوات وطاقات بشرية متخصصة لا يملكها الكادر التعليمي، وليست من اختصاصه، كما أرى أن مشاريع الوقاية الفكرية يجب أن تشمل المعلمين في المرحلة الأولى لأنه حارس البوابة الأول على عقول اللاب والمؤثر الأهم في سلوكهم، بعد سنة دراسية مضت، لم يحقق مشروع فطن سوى شيء واحد وهو تذكيرنا بمثيلاته من مشاريع التعليم الفاشلة الأخرى!.