بقلم - مارك إسبوزيتو، وتيرانس تسي، وخالد الصوفاني:
يبحث العملاء أكثر فأكثر عن الاستمرارية عند اختيارهم ما يريدون شراءه.
أطلق بعض تجار ومصنّعي قطاع التجزئة برامج لتشجيع عملائهم عل ى عدم التخلّص من المنتجات التي لا تزال قيّمة. وعبر المساعدة التي تقدّمها الشركاتلتمديد حياة منتجاتها، تَعِدُ العملاء بنوعيّة أفضلوبقدرةٍ على الاستدامة، وتعمل على تحسين سمعتها عبر سعيهالمراعاة البيئة.
على سبيل المثال، تقدّم شركة الدنيم السويدية «نودي جينز» خدمة ترميم مجانية لسراويل الدنيم في عشرين متجراً تابعاً لها. حتّى أنّ الشركة تقدّم مجموعات ترميم وأفلام فيديو ترسلها بالبريد ليتعلّم العملاء كيفيّة ترميم سراويلالجينز في البيت. وتفيد فلسفة «نودي» بأنّ تمديد حياة سروال جينز لا يساعد فقط على مراعاة البيئة، بل يعطي قيمة أكبر للعميل. وعندما يريد أحد العملاء التخلّص من سروال جينز يملكه، يردّه إلى المتجر الذي يعمل على تعديله لاستعمال آخر ويعاود بيعه.
ومن جهتها، عقدت شركة «باتاغونيا» لملابس الرحلات في الطبيعةالعالية النوعيّة شراكة مع موقع الإنترنت «أي فيكس إت» المتخصص بالحلول اليدوية، لتعليم العملاء على ترميم ملابسهم في المنزل. وتوفّر الشركة أيضاً برنامج ترميم لعملائها مقابل تكاليف بخسة. وتعمل «باتاغونيا» على ترميم نحو 40 ألف قطعة ملابس سنوياً في مركز الخدمة التابع لها في رينو، نيفادا.
وفي البرازيل، أطلقت «أديداس» برنامج تدوير أحذية ركض بعنوان «ساستينبل فوتبرينت» في العام 2012. وضمن إطاره، يستطيع العملاء إحضار حذاء من أيّ ماركة إلى المتجر، وتعمد شركة «أديداس» إلى تمزيق هذه الأحذية المرمية واستعمالها كوقود بديل أو كمواد أوّليّة.
ومن جهتها، تمثّل المعدّات الإلكترونيّة المرميّة، المعروفة أيضاًبالنفايات الإلكترونية، فرصة جديدة، بعد أن أشارت تقديرات إلى أنّ العالم أنتج في العام 2014 نحو 42 مليون طنّ متريّ (46 مليون طنّ) من النفايات الإلكترونيّة، وكانت أميركا الشماليّة وأوروبا مسؤولة عن 8 ملايين و12 مليون طنّ متري منها على التوالي. وتشمل النفايات الإلكترونيّة حديداً، ونحاساً، وذهباً، وفضّة، وألمنيوم – بما تناهز قيمته 52 مليار دولار. وقد أطلق عملاقا الإلكترونيّات «بست باي» و»سامسونغ» برامج استعادة نفايات إلكترونيّة خلال السنوات القليلة الماضية، على أمل تدوير المكوّنات الإلكترونيّة القديمة وصنع منتجات جديدة منها.
- (مارك إسبوسيتو، وتيرانس تسي، وخالد الصوفاني زملاء بحث في كلّية «جادج» للأعمال في جامعة كامبريدج، حيث يدير الصوفاني «مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث»).