(من يحرم الرفق يحرم الخير) هذا قوله صلى الله عليه وسلم مبيناً مكانة الرفق في تحقيق الخير والسعادة، وقد كان صلى الله عليه وسلم أنموذجاً في الرفق في جميع مجالات الحياة ونحو جميع الخلق. وقد بين جانباً من رفقه بأمته فيما سبق، كما في عتابه لمن أطال الصلاة أكثر من اللازم وشق على الأمة، فقد قال له رجل: يا رسول الله إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يطول بنا فلان فيها، فغضب صلى الله عليه وسلم ثم قال: (يا أيها الناس! إن منكم منفرين، فمن أم الناس فليتجوّز، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة).
ولم يقتصر رفقه بمن آمن به من أمته بل أمر عليه الصلاة والسلام بالرفق بالمعاهدين من غير المسلمين فقال: (ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة).
ومن جميل رفقه صلى الله عليه وسلم رفقه في التوجيه والتعليم، وعدم لجوئه إلى الشدة والغلظة، كما في قصة الشاب الذي جاءه يستأذنه في الزنا، فقد حاوره بأسلوب رفيق وعالج مشكلته معتمداً على الحوار الهادئ والقناعات المشتركة التي يقبلها الجميع في هذا المجتمع.
بل كان حتى للحيوان حظ وافر من رفقه صلى الله عليه وسلم فهو القائل لما سئل وإن لنا في البهائم أجرا؟: (في كل ذات كبد رطب أجر)، ونهى عن اتخاذ ذوات الأرواح غرضا، وقال عن ذبح الحيوان: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته). صلوات الله وسلامه عليه.
- المشرف على كرسي المهندس عبد المحسن الدريس للسيرة النبوية بجامعة الملك سعود ** ** adelalshddy@hotmail.com