تتخطفني رسائل الجوال أو صور الواتس لزيارات عديدة، نفذها مسؤولو وزارة الصحة في الآونة الأخيرة، وتحذرني من خطر يداهمنا، ومشاعر الترقب وعمليات الترصد لزيارات مماثلة، ربما ينفذها لمنشآتنا. ويختتمون رسائلهم بأن عليك الاستعداد التام للزيارة، التحضير الجيد، شد المئزر، والوجود المكثف في منشآتنا الصحية لحين مغادرة سحب الصيف العابرة.
إن هؤلاء فعلاً وأمثالهم دون أن يعلموا يقومون بالعبث باستراتيجيات المستقبل الصحي. ومما أتاحت لي المعرفة والاطلاع حينما يقوم مسؤولو وزارة الصحة بزيارات المنشآت الصحية مستخدمين الأعين المجردة والنزول للميدان وعدم الاعتماد على التقارير المرفوعة التي لربما لا تكون صحيحة نسبيًّا، والالتقاء بالمراجعين مباشرة، والتعرف على المشكلات التي تواجههم، والخدمات المقدمة التي حظيت برضاهم، وشكل طموحاتهم وتوقعاتهم المستقبلية للخدمة الصحية.
يجب أن نمنح المسؤول (صانع القرار) أن يرى الصورة الحقيقية التي يراها المواطن كل يوم، ونرفض الصورة اللحظية التي تختفي بعد اختفاء المسؤولين؛ فالانطباع الحقيقي الذي سيجده المواطن عند زيارته للمنشآت الصحية يجب أن يتكرس كانطباع ومرئيات، يخرج به المسؤولون حيال زياراتهم.
كونوا كما أنتم، لا تتصنعوا، لا تلمعوا أنفسكم وجدران منشآتكم وتنظفوا أسيابكم وممراتكم.
المرحلة المقبلة خطوة نحو تحقيق أهداف استراتيجية تقع ضمن الخطط قصيرة المدى للوصول إلى أهداف طويلة المدى في نطاق برنامج التحول الوطني. ولكي يقوم المسؤولون برسم سياسة استراتيجية للمنظومة الصحية كلها بشكل علمي وصحيح يحتاجون لزيارة المنشآت الصحية بمختلف فئاتها.
يخطئ البعض إن اعتقد أن المسؤولين في الصفوف الأولى والثانية والثالثة يعنيهم من حضر ومن غاب ومن تأخر.. بل يعنيهم أخذ المشهد الحقيقي للوضع القائم، وتمريره للقيام برسم السياسات الصحية والاستراتيجيات طويلة المدى من خلال التعرف على المشكلات، وتحليل الأوضاع الراهنة، وتقديم بدائل للعلاج.
لا تلوموا المسؤولين إن قاموا برسم سياسة خاطئة؛ لأن الوضع الذي رُسم لهم كان ملمعًا.