يهبط الشتاء على المدينة خلسة
يتسلل سراً في العتمة يغمرها بفيضه حتى ترتوي
تاركها صباحاً متكاسلة لا تريد الصحو..
تتثاءب انفاسها بهدوء يفرض نفسه بثبات
حتى ضجيج السيارات يصبح همهمة خافتة لا تريد كسر هيبة هذا الصمت
صباح الشتاء .. حين يغسل الماء الشجر والقلوب
تجد الحياة جديدة ..
لا تتعرف إلى المدينة التي كانت امس تعس بالغبار فلا تثير بك سوى الملل
الآن تنضوي تحت ثوبها الجديد و تتباهى
وكأن المطر الذي يزورها بندرة
هو صاحبها العتيق الحاضر في كل أيامها.
على الشباك
ترقب المرأة القطرات المتساقطة من بقايا سيول الأمس.
صباح الشتاء..
لا شيء يدعو للاهتمام.. نداءات المدرسة.. وعجلة العمل التي تطحن الناس بدورانها المحموم
ستنصاع اليوم للنداء الملح للراحة ولتمض تلك العجلة التي تأبى التوقف إلى الجحيم.
لا شيء أجمل من مراقبة الشتاء خلف نافذه دافئة, تذكرت الكلمات
اجل
غمرت الغبطة عمقها
لا شيءأجمل
وأضافت
بل هناك..اللهو تحت ذاك الشتاء
حتى كامل البلل
وانا اليوم
سأغرق في هذا الجمال
وأحتفل به كما يليق
آمال عبدالصمد - (الرياض 2016م)