«الجزيرة»- عبدالرحمن التويجري:
أنجزت جمعية البر الخيرية بالبصر مشروع «وقف المحسنين الأول» بفضل الله ثم بفضل المحسنين الذين دعموا هذا المشروع حتى انتهى بحمد الله وتوفيقه .
وأوضح الأستاذ غنام بن عبدالعزيز الغنام المدير التنفيذي لجمعية البر الخيرية بالبصر أنه بدأت الجمعية بمشروعها الثاني باسم «وقف مبنى إدارة الجمعية ومستودعاتها الخيرية» في البصر بشهر رجب الماضي لعام 1437ه وقال: نهيب بالمحسنين بذل الخير والعطاء في وقت الخير خلال شهر الخير والبر والإحسان وما تم إنجازه من مشروع الوقف 50% ويتضمن مبنى الإدارة وثلاثة مستودعات للأغذية والتمور واللأثاث المستعمل وقدرت تكلفة المشروع بمليون وخمسمائة ألف ريال.
وتحدث نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البصر الخيرية الشيخ صالح بن محمد المحيميد عن فضل الوقف وماهيته قائلاً: من المسلم به أن حياة الإنسان منتهية إلى موت لا شكَّ فيه، أي أنه حتى لو عمل صالحًا وتحلى بكل الأخلاق فإنه لن يستمر في ذلك إلى ما لا نهاية، ولذلك جاءت عبقرية الإسلام لتضمن للمسلم دوام عمله الصالح بعد مماته من خلال وسائل عدة منها نظام الوقف الذي أصبح المسلمون بمقتضاه -أحياءً وأمواتًا- شركاء في تنمية لا تنقطع وأجر دائم..
وقال: إن للوقف أدوارًا عظيمة، حيث أسهم في التنمية الاجتماعية في الحواضر والمدن الإسلامية، فقد استغلت أموال الأوقاف في إيواء اليتامى واللقطاء ورعايتهم، وكانت هناك أوقاف مخصصة لرعاية المقعدين والكفيفين والشيوخ من كبار السن، وأوقاف لإمدادهم بمن يقودهم ويخدمهم، وأوقاف لتزويج الشباب والفتيات ممن تضيق أيديهم وأيدي أوليائهم عن نفقاتهم، وأنشئت في بعض المدن دور خاصة حبست على الفقراء لإقامة أعراسهم كما أنشئت دور لإيواء المسنين والقيام على خدمتهم، بالإضافة إلى ذلك أقيمت الموائل والخانات لكي ينزل بها المسافرون في حلهم وترحالهم، وفي تنقلهم من منطقة إلى أخرى، وخاصة إذا كانوا من الفقراء أو غيرهم من الذين لا طاقة لهم بدفع إيجار السكنى..
وأن الوقف الإسلامي تجربة رائدة في إطعام الفقراء وكسوتهم وتطبيبهم وتشتد الحاجة للاستعانة بهذه التجربة في واقعنا المعيشي، فقد كان من أوسع أبواب الترابط الاجتماعي بما ينسجه داخل المجتمع من خيوط محكمة في التشابك، وعلاقات قوية الترابط يغذي بعضها بعضًا، تبعث الروح من خلالها في المجتمع.