تونس - فرح التومي:
عاد الهدوء صباح أمس ليسيطر على كامل مدينة بنقردان التابعة لمحافظة مدنين الواقعة في أقصى الحدود الجنوبية مع الجارة ليبيا، بعد يومين كاملين من تحليق الطائرات الحربية وعمليات تمشيط واسعة نفذتها مدفعيات وآليات عسكرية ثقيلة وذلك بعد ورود معلومات عن تحركات لمجموعات مشبوهة بإحدى المناطق الريفية للمدينة يشتبه في انتمائها لتنظيمات إرهابية. وقد مكنت هذه التفتيشات من إلقاء القبض على عنصرين مسلحين ينتميان لتنظيم «داعش» الإرهابي كانا يقومان برصد تحركات القيادات الأمنية والعسكرية ببنقردان وتوقيت عمل الدوريات العسكرية بحسب مصدر أمني وذلك بناء على معلومات استخباراتية دقيقة جدًا أولتها فرقة مكافحة الإرهاب العناية اللازمة.
وكان العنصران الإرهابيان ينويان إدخال الأسلحة من ليبيا إلى تونس وتحديدًا إلى المجموعات المسلحة المتحصنة بمرتفعات جبل الشعانبي، لاستغلالها في تنفيذ مخطط إرهابي خطير سيتم خلاله اغتيال أمنيين وعسكريين وسياسيين وإعلاميين في عمليات شبيهة بالهجمات الإرهابية التي وقعت في بنقردان يوم 7 مارس الماضي، حيث كشفت التحريات الأولية مع هذين العنصرين الإرهابيين أنهما على اتصال بمجموعة إرهابية أخرى تسللت من ليبيا إلى تونس وتحصنت بإحدى المناطق التونسية لم يتم تحديدها بعد.
ووفق اعترافات المتهمين، فإنهما توليا بالتنسيق مع عناصر إرهابية موجودة بالأراضي الليبية تقسيم كمية الأسلحة التي كانا ينويان إدخالها إلى تونس، إلى كمية يتم توزيعها في بنقردان وكمية أخرى يتم إيصالها إلى جبل الشعانبي بمحافظة القصرين على الحدود مع الجارة الجزائر، أين تتخفي بعض العناصر الإرهابية، وذلك لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق متفرقة في تونس في وقت متزامن.
وفي نفس الوقت تقريبًا، تولى أحد سكان مدينة بنقردان إعلام السلط الأمنية عن اكتشافه لوجود 6 قنابل يدوية جاهزة للانفجار في إحدى المناطق الريفية القريبة من بنقردان، حيث تبين أن هذه القنابل قد سقطت من المجموعة الإرهابية التي شنت هجمات في المدينة يوم 7 مارس الماضي.