«الجزيرة» - عبد العزيز المحمود:
صاح فهد البتيري فيمن حوله يوما: فشلت ولم أتقدم خطوة، ويقصد بفشله أن حاول جاهدا فعل شيء في «اسكتشاته» على اليوتيوب، فخابت مساعيه، وتراجع احترام المشاهد له حتى وصل مرحلة «الصقيع».
خطا بعدها فهد خطوة أخرى، على مبدأ «علّ وعسى»؛ إِذْ اتجه في مسار أكبر منه، فأراد أن يقدم نفسه كناشط اجتماعي، يهمّه نقل ما يحتاجه البسطاء، فاكتشف أن مخزونه «صقيعا»، وقدراته تقترب من حافة الصفر، عندها؛ ركب موجة المزايدات على قضايا تجاوزها المجتمع، وأشبعها الناس درسا ونقاشا وتمحيصا، كانت قضية «السينما في السعودية»، هي قضيته، إِذْ لا هي القضية التي تؤرقه.
الفشل ليس عيبا، لكن الخطأ هو ادّعاء المعرفة لمن لا يملكها، ومحاولة خلط التفاهة بالسطحية، والإصرار على «اجترار» الفشل.
لا يمكن أن يتقدم فهد البتيري خطوة واحدة، وهو يعلم يقينا أنه فاشل بامتياز، وهو يدري أنه لم يكن سوى صفرا في خانة الإعلام، فالشهرة لا تصنع سوى أوراق، قد ترمي بها أصغر ريح في مكان مظلم.
أمثال فهد البتيري كُثُر، وفي الفشل يتنافسون، ويبقى عالمهم الافتراضي مكانا آمنا لمحاولات العبث، بحثا عن مجد كالرمال المتحركة، وكتلك الحلقة الزمنية التي تسير في اللانهاية، هم فقاعة صابون بعضها اختفي تدريجيا، وبعضهم انطفأ ضوؤه بسرعة البرق.