تونس - فرح التومي:
أكَّدت بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، بأن التهديدات الإرهابية التي تطال تونس جدية والكشف عنها هو ثمرة عمل استخباراتي ناجح للأمن التونسي، وأضافت بأن المعلومات المتوافرة أشارت إلى أن تنظيم داعش الإرهابي يخطط منذ فترة لتنفيذ عملية نوعية في تونس العاصمة على غرار العملية التي استهدفت منذ أشهر حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة.
وأوضحت قعلول أن المتشددين اعتادوا اختيار شهر رمضان المعظم للقيام بعمليات إرهابية.
وشددت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية على أن تنظيم داعش يريد استغلال الصعوبات والمشكلات الاقتصادية التي تعصف بتونس التي تعمقت مع وجود أزمة سياسية، قصد القيام بعملية إرهابية يكون هدفها المزيد من إرباك المشهد التونسي وخلق مناخ من عدم الاستقرار يسهم في ضرب الموسم السياحي وبالتالي تعميق الأزمة الاقتصادية.
سياسيًا، فيما تواصل الأحزاب السياسية مشاوراتها بشأن مبادرة رئيس الدولة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتسعى قياداتها إلى وضع اللمسات الأخيرة على جملة المقترحات التي ستتم إضافتها إلى «خريطة الطريق الأولية» التي طرحها الرئيس السبسي على أساس اعتبارها وثيقة مبدئية لأهم محاور برنامج عمل حكومة الوحدة الوطنية. وكان الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية معز السيناوي، أعلن أن رئاسة الجمهورية أرسلت للأحزاب المشاركة في المشاورات حول مبادرة تكوين حكومة وحدة وطنية، وثيقة تأليفية حملت اسم «مبادرة حكومة الوحدة الوطنية: الآليات التأليفية وفق المقترحات».
وأوضح السيناوي أن الأحزاب المشاركة في المشاورات ستبحث في لقاءاتها المقررة مع رئاسة الجمهورية المقترحات الواردة في الوثيقة على أن تنتهي مناقشات تحديد أولويات الحكومة مطلع الأسبوع المقبل ليتمّ بعد ذلك التشاور حول هيكلة الحكومة.
ويذكر أن الوثيقة التأليفية تتكون من 6 محاور عريضة يقسّم كلّ محور منها إلى عناوين صغيرة ومفصّلة، وتمثل «خريطة طريق» حكومة الوحدة الوطنية. وتتمثل العناوين الكبيرة التي تتضمنها وثيقة «مبادرة حكومة الوحدة الوطنية الآليات التأليفية وفق المقترحات في وجوب كسب الحرب على الإرهاب ومقاومة الفساد وإعلان الحرب عليه ودفع التنمية وإحياء الأمل لدى الشباب وإقرار هدنة اجتماعية لمدة لا تقلّ عن سنتين وإرساء سياسة المدينة والجماعات المحلية وإصلاح الإدارة وتبسيط إجراءاتها.
كماتتضمن هذه الوثيقة التأليفية الرئاسية أولويات عامة على غرار الإسراع في تفعيل الإصلاح الجبائي وأحداث المجلس الوطني للحوار الاجتماعي وإصلاح منظومة الصحة العمومي والإسراع في إتمام إرساء المؤسسات الدستورية وربط منظومات التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي على قاعدة التوافق الوطني.