غازي بن عون شاعر كبير غني عن التعريف تطرق لكل أغراض الشعر وأجاد فيها بشهادة كل متذوقي الشعر الشعبي الرصين، وهنا أسلط الضوء على العمق الإسلامي في شعره عبر نصوص متميزة عديدة منها رده على مدّعي حقوق الإِنسان في بعض الأصوات العالمية غير المنصفة، وتبيانه لأن حقوق الإِنسان هي في الشريعة الإسلامية التي هي دستور المملكة العربية السعودية:

يامدّعين العدل وحقوق الإِنسان

قولٍ بليا فعل كثره غبنَّا

دجلٍ تصرح به شفاتين ولسان

ونتايجه بالفعل ماشوهدنّا

ولكم حرابٍ ياخبيثين الاضغان

من دم الأرواح البريّه تحنّا

ومشاكل الإِنسان في بعض الأوطان

عنها مدى رؤية نظركم تدنّا

في البوسنه عن حق الإِنسان عميان

والمسلم اللي ف كُوسوفا مجنّا

إلى أن قال:

العدل يأمرنا به الله والإحسان

وباللي نزل على رسوله عمنَّا

حكامنا آل سعود خطلان الإيمان

وأسلافهم بالشرع حكّام أهلنا

وحنّا وهم دايم على الحق عوَّان

وحنّا وهم من يوم كانوا وكنَّا

ومن قصيدة له في الحكمة على ضوء ثقافته الإسلامية حديثه عن رحلة العمر حيث يقول:

العبد له من عالم الغيب ميلاد

ويقضي بدنياه الخطر والعجافي

ولو عاش عمر شعيب فيها ولو ساد

ما دامت لغيره نعيم وعوافي

ومنها قوله:

له ساعةٍ في اللوح خطّت وميعاد

وله مدة يعيش فيها وتافي

لقّاف قدامه وتاليه طرّاد

ولا له مفر ولو تحذّر وخافي

إن كان ما صاده من الدرب صياد

يشده اللي يطرده من خلافي

أحدٍ من التقوى والامجاد يزداد

وبطيّب الأعمال يملا الصحافي

يبي ليا نودي على روس الاشهاد

يعطى كتابٍ في يمينه يشافي

واللِّي من أودية الجهل هام في واد

وقلبه عليه من المعاصي غلافي

لا جمعت أرواح البرايا والاجساد

عض البهوم من الندم والأشافي

وعرش المعالي في العباده والأمجاد

ما ياصله راعي العزوم الضعافي

ومراتب الطاعه تبي صبر وجهاد

وتبي الجنوب عن المضاجع تجافي

وعن العلاقة الزائفة بالدنيا الفانية يقول:

يا عاشق الدنيا الدنيّه عشاقه

بئس الموده بين عاشق ومعشوق

الله ولا عشقٍ يبيّت نفاقه

مبداه خدعة فاتنة وآخره بوق

دنياك عذرا شوفك الها شفاقه

من خَلقة آدم عذّبت كل مخلوق

هيما خواصر والعلاوي دقاقه

قوامها كنّه من النبت زملوق

تفوق غزلان الظِبا بالرشاقه

وتلبس لطرّاد الهوى التاج والطوق

وتسرق قلوب الغوش منهم سراقه

بالابتسام وبالتغزَّال بالموق

وتذّوق الجهال منها ذواقه

ألذ من درّ المتالي من النوق

ولها عليهم لو تزين اصطفاقه

لو كان تسقيهم من العذب غدروق

ومنها قوله:

دين الهوى مالك ومال اعتناقه

وبدّل طواريق الضلاله بطاروق

وخلك مع الخالق قوي العلاقة

اللي بنى عرشه على الكون من فوق

- محمد بن علي الطريف