نجحت المملكة في تسويق رؤيتها 2030، وبرامجها الوطنية الطموحة بمبادراتها وأهدافها في برنامج التحول الوطني2020 في وسائل الإعلام الأمريكية وتصدّرت المملكة برؤيتها الجديدة الصحف والبرامج الأمريكية، وتناقلها الشعب الأمريكي والنخب والمستثمرون منهم تحديداً، وهذا بحد ذاته تسويق ذكي للرؤية في أكبر بلد اقتصادي في العالم، ويعزِّز ذلك الزيارة التي يقوم بها ولي ولي العهد لأمريكا ولقاءاته المباشرة مع كبار المسؤولين الأمريكيين يتقدّمهم الرئيس أوباما الذي أشاد برؤية المملكة، ومستوى طموحاتها، وتعدد شراكاتها، والذي بدوره منح ضوءاً أخضر لاستثمارها مع بلاده كفرصة لتمتين العلاقات الإستراتيجية مع المملكة.
تأتي زيارة ولي ولي العهد لأمريكا في هذا التوقيت الحساس وفي ظل ظروف بالغة التعقيد وخصوصاً أن هناك العديد من التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه دول المنطقة في الوقت الذي تطمح فيه المملكة إلى الصعود باقتصادها إلى آفاق أوسع من خلال مشروع (رؤية المملكة 2030) والذي تضع المملكة فيه جلَّ اهتمامها للنهوض بمستوى الاقتصاد السعودي، بعيداً عن النفط، وبالاعتماد على الشراكات الاستثمارية الذكية. كما تؤكّد الزيارة وبكافة دلالاتها عمق العلاقات الإستراتيجية السعودية الأمريكية التي لا تغيّرها رياح التغيير وأهواء السياسة وأهلها، بل تثبت فعالية الاقتصاد وعلو كعبة على السياسة ولتأسيس قواعد جديدة لشراكة مستدامة تتناسب مع المتغيَِّرات التي يشهدها العالم وتبني عهد جديد للعلاقات، خاصةً مع دنو مغادرة السيد الرئيس أوباما البيت الأبيض ودخول رئيس جديد للبيت البيضاوي. ولعل ذلك الأمر أهم ما تتميّز به العلاقات السعودية الأمريكية بأنها قائمة على المصالح الإستراتيجية المتبادلة والمملكة تتعامل مع أمريكا على هذا المبدأ بالمعاملة بالمثل، ولذا كان هناك العديد من البنود المهمة على أجندة الزيارة تتمثَّل في بناء العلاقة الإستراتيجية بين البلدين نتج عنها إبرام العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين على المستوى الإقليمي وعلى مستوى البلدين مما يعود بالفائدة على كثير من الشعوب العربية.
(مبهر جريء وقوي ومؤثّر...... هكذا يصف الإعلام الغربي الأمير محمد بن سلمان) ولذلك يحمل أمير الرؤية معه عدداً كبيراً من الملفات الاقتصادية التي أنتجتها الرؤية الوطنية 2030 وبرنامج التحول الوطني2020 وبها تتوق أعرق الشركات الأمريكية ورجال الأعمال للمشاركة في تنفيذ مشاريعها، والإدارة الأمريكية والإعلام الأمريكي يدركون أن ولي ولي العهد ذو شخصية كاريزمية مختلفة ويشعرون أنهم أمام شاب طموح وذكي، وصاحب رؤية وقدرة وعاشق للتحدي، ويقود بلاده إلى مرحلة إصلاح اقتصادي متنوّع المصادر، وبشراكات دولية متعددة، ويظهر ذلك عندما قدّم سموه امتيازات للمستثمرين والشركات الأمريكية يريد أن يتحقق معها النجاح، والاستمرارية، والشفافية، والتنافسية في سوق مفتوح، وسيبقى كذلك أمام كل الشركات والمستثمرين في العالم، ويتحقق معها كذلك تعميق العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية على نحو يتجاوز الجوانب السياسية والعسكرية إلى الاقتصادية التي ستكون عصب هذه العلاقة في القرن الواحد والعشرين باستثمارات تفوق تريلوني دولار.
فهناك دائماً هدف اقتصادي مشترك يحمله كلا الطرفين سيتحقق - بإذن الله- وبإرادة المال والأعمال وسيتم تأطير العهد الجديد للعلاقات السعودية الأمريكية. فالمملكة تعد من أكبر المستثمرين في الولايات المتحدة وتلعب دوراً حيوياً في استقرار الاقتصاد الأمريكي، فضلاً عن زيادة الفرص أمام المستثمرين الأمريكيين.
- المحرر