كان للتحالف العربي الذي قادته المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن الأُثر الكبير في تغيير المعادلة الدولية للصراع والتي رسمتها القوى العالمية الكبرى وفقا لمخططاتها التوسعية ومصالحها الاستراتيجية التي لا تقوم إلا على زعزعة الأمن والاستقرار في أهم منطقة حيوية في العالم وهي الشرق الأوسط بما يخدم سياساتها الاستعمارية.
بروز المملكة العربية السعودية كلاعب إقليمي ودولي بعد تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز دفة القيادة أربك كل الحسابات الدولية والقوى المتصارعة التي كانت قد رسمت وفصلت الشرق الأوسط وفقا لمقاسات مصالحها الاستراتيجية ووفقا لمخططات سابقة تهدف إلى تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات متناحرة استنادا إلى البعد الطائفي والصراع الديني الايدلوجي الذي يعتمد على دعم السياسة الإيرانية القائمة خلق الاضطرابات السياسية في الدول العربية عبر تبنيها لحركات التشيع السياسي في المنطقة وتبني فصائل وأجنحة مسلحة موالية للنظام الإيراني مثل حزب الله اللبناني والحركة الحوثية في اليمن نموذجا.
اليوم يتضح جليا انحياز القوى المؤثرة في قرارات المنظمة الأممية لصالح دعم كل مظاهر الفوضى للحركات المسلحة التي تعمل على خلق الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة بعد أن صار القرار العربي خارج إطار التأثير الغربي وذلك من خلال التقارير المغلوطة التي تتبناها الأمم المتحدة وكان آخرها التقرير الذي أدرج التحالف العربي في القائمة السوداء لانتهاكات الطفولة في اليمن وهي التي أصدرت القرار 2216 وهو ما يكشف عن ازدواجية المعايير وجعل من المنظمة الأممية أضحوكة وفضحت زيف تعاملها وفقدان مصداقيتها لدى شعوب العالم وقضاياه المصيرية.
التقرير الأممي كان قد جاء مخيبا للآمال ولكنه دليل واضح على الانتصارات التي حققها التحالف العربي بقيادة المملكة في استعادة الأمة العربية لزمام المبادرة وقيادة التحولات كلاعب قوي وحجم التأثير الذي أربك كل القوى الدولية التي جعلت من العالم العربي مجرد خريطة ومسرح للصراع يخدم مصالحه ومطامعه.
كان العزيز بان كي مون هذه المرة تجاوز حالة القلق الملازمة له ولم يعرب عن قلقه كما هو جزء من حياته اليومية في ظاهرة تجاوزت الحد المعقول ليتحول إلى ظاهرة مثيرة للانتباه لدى كل خطاباته التي ألقاها منذ توليه منصب أمين عام للأمم المتحدة بل أخيرا امتلك الشجاعة ولكن للأسف لصالح القتلة والانقلابيين الذين يسفكون دماء الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء في اليمن كل يوم وما جرائم تعز عن بان كي مون ببعيدة.
تصنيف بان كي مون التحالف العربي المساند للشرعية بالقائمة السوداء وهو الذي أنقذ اليمنيين من جرائم البراميل المتفجرة التي كان يخطط لها صالح والحوثي وما زال يقف إلى جانب اليمنيين في استعادة دولتهم ويساندهم في استعادة دولتهم في حين ما تزال تلك المليشيات الانقلابية تمارس أبشع الجرائم التي يهتز لها الضمير الإنساني في حين منح بان كي مون ضميره إجازة للنوم والتغاضي عن جرائمهم ليساوي بين المنقذ لأحلام اليمنيين والجلاد وبين الجلاد والضحية في واحدة من أسوأ أزمات الضمير الإنساني لشخص يقف على رأس أعلى المنظمات الدولية التي تدعي أنها ترعى مصالح الإنسانية في العالم.
ولنعلم أن استهداف جهود التحالف العربي من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الخاضعة لن يكون الأخير وهو ما يستدعي جهود دبلوماسية وإعلامية وحقوقية مرافقة لتحركات التحالف العربي وللحكومة الشرعية في اليمن وموازية للمعركة الميدانية العسكرية على الأرض لتعرية المليشيات وجرائمها وانتهاكاتها في حق أبناء الشعب اليمني وهو ما حققته دبلوماسية المملكة حين تراجعت الأمم المتحدة عن قرارها المغلوط.
ولا نجد إلا أن نقول أيتها المنظمة الأممية أيها البان كي مون هل تساوي بين من يقتل أبناء تعز وكل اليمنيين ويرتكب في حقهم أبشع المجازر بمختلف أنواع الأسلحة وبين من مد يديه لإنقاذهم من هذه العصابة الطائفية هل ثم منطق فيما تدعون.... مالكم كيف تحكمون ؟؟؟
وضاح اليمن
Yaljazeera@gmail.com