بغداد - نصير النقيب:
دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، الحكومة العراقيّة إلى التحقيق فورا بانتهاكات واعتداءات ضد المدنيين في الفلوجة، ومعاقبة الجناة بشفافية كاملة وقال كويتش في رسالة بعثها إلى الحكومة العراقية، «أود أن أُهنئ جميع العراقيين بالانتصارات الكبيرة التي أحرزت في مدينة الفلوجة» ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، مشدّدا على أن «تكون الخطوة التالية هي نقل مسؤولية الأمن في المدينة إلى يد الشرطة والسلطات المحلية وإعدادها للعودة الآمنة لسكانها النازحين مطالبا الحكومة، بـ»التحقيق فورا في أي تقرير يفيد بوقوع انتهاكات واعتداءات ضد المدنيين، وإذا ثبُتت صحته لا بد من معاقبة الجناة بشفافية كاملة»، مؤكّدا أهميّة أن «يطمئن الشعب على أن النوايا الحسنة وتعليمات الحكومة وقيادة القوات المنخرطة في القتال ضد داعش يتم إتباعها بدقة خلال العمليات وأشار إلى «الحاجة الملحّة لزيادة المساعدات الإنسانيّة لعشرات الآلاف من المدنيين الذين فروا من المدينة»، مبديا استعداد المنظمة الدولية لتقديم الدعم في هذا الشأن وكان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، قد أعلن امتلاكه تقارير ذات مصداقيّة عن تعرض عراقيين فارّين من مدينة الفلوجة إلى انتهاكات من قبل مليشيات «الحشد الشعبي»، فيما أشار إلى أن لديه بعض المزاعم عن حالات إعدام وتعدّ مجزرة المحامدة، التي قتل فيها نحو خمسين شخصاً، واحدة من الجرائم التي اقترفتها مليشيات «الحشد» خلال عمليّات تحرير الفلوجة، فيما وقعت جرائم أخرى في الكرمة وغيرها من المناطق التابعة للفلوجة، لكنّ التعتيم الإعلامي الحكومي والتابع للحشد حجبها عن الإعلام من جهته اتّهم تحالف القوى العراقية، الشرطة الاتحادية العراقية، بالاتفاق مع بعض فصائل مليشيات «الحشد» على دخول مدينة الفلوجة، في محاولة للالتفاف على قرار الحكومة بعدم السماح للمليشيا بالدخول إلى هناك.
مبيناً، في بيان، أن مليشيات «الحشد» ارتكبت خروقات غير قليلة، وانتهاكات جسيمة، خلال تعاملها مع المدنيين العزل وكما اتّهم مسؤولون حكوميون ومحليون، مليشيات عراقية وإيرانية بارتكاب عمليات قتل ممنهج وإعدام جماعي بحق المدنيين الفارين من الفلوجة، فيما لا يزال مصير المئات من النازحين الذين اعتقلتهم المليشيات مجهولاً إلى ذلك، نفى المتحدث باسم التحالف الدولي، كريستوفر غارفر، تصريحات الجيش العراقي التي أكّد فيها سيطرته على الفلوجة الأسبوع الماضي، مؤكّداً أن القوات العراقية تسيطر على ثلث المدينة فقط وأشار غارفر إلى استمرار الاشتباكات مع «داعش» في المناطق التي لا تزال تحت سيطرته، متوقعاً أن يواجه الجنود العراقيون مقاومة عنيفة.