«الجزيرة» - أحمد السليس:
ما أن تطل إجازة الصيف وتشتد حرارة الطقس حتى تبدأ ترتفع حرارة عروض الصيف من قبل شركات السفر والسياحة وما يدور في فلكها، لجذب أكبر قدر من المسافرين ليكونوا الوكلاء عنهم في السفر. وتبدأ تنهال العروض من شركة إلى أخرى ويكون التنافس على أشده بين المعنيين بخدمة السياحة والسفر، ودائماً تظهر ابتكارات وأفكار جديدة لهذا الغرض، لعل آخرها إتاحة السفر أولاً ثم الدفع لاحقاً حين العودة من السفر، سواء كانت الرحلة طويلة أم قصيرة على أن يكون السعر وفائدته مرهوناً بالمدة وكذلك الأماكن المسافر إليها.
يقول الاستاذ سلمان السالم، وهو مختص في الحجوزات والسفر بإحدى الشركات الكبرى: إن كثرة العروض والتنافس فيها غالباً من مصلحة الناس بشرط التأكد من مصداقيتها وجديتها، وأن تكون تستحق المبالغ التي تدفع فيها، مبيناً أن بعض العروض وبالذات اللافتة للنظر أكثر مما هو متوقع تكون وهمية وربما في جانب منها يكون الضحية ذلك المسافر الراغب في قضاء إجازة مميزة. ويضيف: «كل إِنسان يسافر أو حتى من يشتغلون بهذا المجال يعرفون الأسعار ويعرفون العروض ذات المصداقية، لأن الدول ذات السعر المرتفع معروفة وكذلك الفنادق والمنتجعات وغيرها من أماكن الإيواء التي ترتفع أسعارها كذلك مشهورة ولا يغفل عنها أحد، ويبقى الحذر ألا يبالغ في الأسعار وتستغل رغبة الناس في السفر وقضاء الإجازة مهما كلف الأمر».
وأوضح السالم، أن فيما يخص العروض اجلة الدفع هناك أنواع مختلفة كالدفع على شكل أقساط من خلال شيكات مؤجلة تصرف بشكل شهري، أو أن يكون المبلغ على دفعتين وهكذا، مشيراً إلى أن مثل ذلك خيار دارج لدى الأسر ذات الأعداد الكبيرة الذين سفرتهم تكلف مبلغا كبيرا وتكون لسنة واحدة، وبالتالي يسافرون ويسددون على طول السنة بحسب التفاهم بينهم والوكيل الذي سافروا عن طريقة.
ونوه إلى أن ذلك يثقل كاهل أسر فيما يساعد أسراً أخرى دخلها الشهري عال وقادرة على الوفاء بالمبلغ على شكل أقساط أو دفعات. مؤكِّداً أن هناك للأسف قصورا كبيرا لدى كثير من الأسر في ترتيب السفر وتحديد المبالغ المطلوبة والوجهات المناسبة والبديلة عند أي ظرف، فأحياناً يكون السفر مباغتاً وبصورة عشوائية وغير منظمة وهو ما يجعل تكلفته أكثر مما ستكون عليه لو أن الأمر نظم بطريقة جيدة.
من جهة أخرى وضع استطلاع على «تويتر» جاء فيه: إن شركات السفر أصبحت تقدم عرض «سافر الآن.. وادفع لاحقاً». هل تعتقد أنها مجدية أو قد تتسبب بمشاكل مالية وإرباكا للأسرة؟
وقد ذهب 25 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع إلى أنها مجدية، في حين رأى 75 في المئة أنها تسبب مشاكل مالية. وكذلك برزت تعليقات على الموضوع تطالب، بإيصالها بتلك الشركات إن كانت موجودة في رغبة منهم للحصول على هذا العرض وهو الدفع لاحقاً.
ودارت التعليقات حول الموضوع على أن السفر مهم للجميع أسرا وأفرادا ومجموعات وخلافه، وأن للسفر فوائد كثيرة، فهو إلى جانب التعرف على الحضارات وما لدى الآخرين من عادات وتقاليد وبعض الأعمال التي قد تفيد، فإنه كذلك يشكل عاملا مساعدا لاستئناف العمل مجدداً بعد راحة أياً كان عددها، وقالت إحدى المغردات: غالباً المسافر يعود بروح ونفسية أكثر استقراراً ممن لم يسافر وتلك من أعظم فوائد السفر خصوصاً لمن يعمل ولديه مهام مختلفة إن كانت كعمل خارج المنزل أو حتى على مستوى تربية الأولاد والاهتمام بالأسرة وغيره، فكل ذلك يكون مكلفا نفسياً إذا ما استمر متتابعاً دون راحة والتي غالباً ما تكون بالسفر سواء داخلياً أو خارجياً.
وأضافت: «لكن هذا لا يعني أن تتحمل الناس فوق طاقتها وتضع على عاتقها أعباء مالية في مقابل الاستمتاع بسفرة لعدة أيَّام ثم العودة ومواجهة مشكلة الوفاء بالالتزامات المالية، فالسفر والسياحة لا بد أن تكون من قدرة وفي وضع مالي جيد وتكون عبر مبالغ مخصصة لذلك ولا تشكل عبئاً على رب الأسرة».
وتمنت، على الجميع تفحص العروض التي تأتيهم فهناك ضحايا لتلك العروض لا يعلمون بذلك إلا بعد أن يبدءوا رحلة السفر ويكتشفون أن ما قدم لهم ليس حقيقياً، لذلك من الواجب التأكد والحرص على الشركات التي تمتلك مصداقية عالية وهي معروفة للجميع وموجودة في كل مكان، لكن ما يجعل البعض ينصرف عنها أنهم يتأثرون بعروض أخرى تكون لافتة بشكل كبير وهو ما يجعلهم يقعون ضحية لتلك الشركات.
في «الجزيرة» تواصلنا عبر «تويتر» مع أحد المعرفات باسم سامي العتيبي وكان شغوفا ببعض المناظر في بعض الدول ثم أرسلنا إليه رسالة تتضمن عرضاً مؤجل الدفع، وسأل عن المبلغ ثم طلبنا منه تحديد الدول التي يرغب السفر إليها ونوع الأماكن التي يرغب السكن فيها، وطلب وقتا ثم عاد وأرسل مبدياً رغبته بالسفر لعدة دول تتمثل في تركيا وبريطانيا وفرنسا والنمسا ولم يهتم للسكن كثيراً، وذكرنا أن ذلك سيكلفه 50 ألف ريال مع فوائد الأجل سيصبح المبلغ 76 ألف ريال فلم يمانع، وسأل عن القسط الشهري وذكرنا أنه ألفي ريال فأبدى حماسته واستعداده لتسليم 38 شيكاً تمثل الأقساط الشهرية.
«الجزيرة» ومن واجبها المهني تحذر من العروض الوهمية فحتى لو كانت في بدايتها تشكل حلاً مريحاً إلا أن النهاية غالباً تكون مخيبة وتتسبب في مشكلات مالية كبرى.