«الجزيرة» - د.عبدالله أبا الجيش:
حظيت الزيارة التي يقوم بها حالياً صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية باهتمام شديد ومتابعة بالغة في أوساط المجتمع الألماني خاصة من قِبل وسائل الإعلام الألمانية، إذ ظهر ذلك جليا في مقال نشره المفكر الألماني بيير هويمان الكاتب في صحيفة الهاندلسبلات أونلاين، حيث عنون الكاتب مقاله عن الزيارة والتي وصفها بالناجحة بـ(محمد بن سلمان في الولايات المتحدة ... ووادي السليكون في المملكة).
حيث افتتح هويمان مقاله بتأكيده أن زيارة الأمير محمد بن سلمان لأمريكا أتت لتوثق مزيداً من العلاقات مع مختلف النخب السياسية والاقتصادية الأمريكية، واصفاً إياها بالناجحة على جميع الأصعدة خاصة الاقتصادي منها، مشيراً إلى أن الإدارة الحكيمة لسمو ولي ولي العهد لمختلف الملفات لم تقتصر على الشأن الداخلي في المملكة بل أثبتت هذه العقلية نجاحها كذلك خلال هذه الزيارة، مدللاً بذلك استقبال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء الماضي للأمير محمد بن سلمان في مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض، مضيفاً الكاتب تصريح معالي وزير الخارجية عادل الجبير الذي أدلى به بعد الاجتماع «بأن العلاقات السعودية الأمريكية سيجري توثيقها بغض النظر عن من هو في البيت الأبيض»، مؤكدا الكاتب أن العلاقات بين الرياض وواشنطن هي دوما بأفضل حالاتها، بالرغم من التهم التي وجهت للمملكة في قضية 11 سبتمبر والتي نفت مراراً الحكومة الأمريكية ضلوع المملكة فيها مما يعزز قيمة المملكة كحليف كبير ومهم للولايات المتحدة في المنطقة.
مكررا بيير وصفه للزيارة بالناجحة حيث ذكر في مقاله أنه بالرغم أن سمو ولي ولي العهد اجتمع بأوباما في البيت الأبيض، إلا أنه عقد كذلك العديد من اللقاءات والاجتماعات مع كبار مسئولي الحكومة الأمريكية من بينهم وزراء الخارجية والدفاع والمالية إضافة إلى مدير المخابرات الأمريكية السي آي آيه وأعضاء مرموقين في الكونغرس، وهنا يشير الكاتب إلى تحليل السيد غريغوري غوس الخبير في شؤون منطقة الخليج من مركز بروكينج الذي تحدث عن محور لقاء الأمير محمد بن سلمان بمختلف المسئولين الأمريكيين بقوله: «إن الأمير الشاب القادم من الرياض لم يرد التباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية وحسب بل كان حريصا على التعرف على النخب في واشنطن وأن تعترف بالسعودية كالدولة القوية).
مشيراً الكاتب أن سمو ولي ولي العهد لم يستهدف المصالح السياسة فقط مع الولايات المتحدة، بل ويسعى كذلك إلى تأسيس وادي سليكون آخر في المملكة، بجانب مصانع عسكرية خاصة، ولهذا يبحث سموه مع شركات التقنية ومصانع السلاح.
متطرقاً المقال كذلك إلى جهد الأمير لتخفيف أثر تبعية النفط من المملكة وقيادته للمستقبل عن طريق تنويع مصادر الدخل وخلق مجالات بديلة أخرى، مستشهداً بعملية بيع حصص من أرامكو والتي سينشأ منها تكتل لصناعات متنوعة، مؤكداً أن هذه الإستراتيجية ستعمل على زيادة استثمارات المملكة في مختلف الصناديق الاستثمارية المربحة، مشيراً بيبر إلى الاستثمار الأخير الذي عقده الصندوق السيادي السعودي مع شركة أوبر الأمريكية بقيمة 3.5 مليار دولار والذي يساوي 5%من قيمة الشركة العالمية، عاداً الكاتب هذه الخطة بأول نجاح تحققه الرؤية التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بشهر أبريل الماضي (رؤية 2030)، مضيفاً أن المملكة كذلك أقرت قانوناً يشجع الاستثمارات الأجنبية في المملكة.
مختتماً الكاتب مقاله بأن سمو ولي ولي العهد يعي أهمية دور المملكة في العالم، لاسيما لما تقوم به من دور مؤثر في محاربة الإرهاب وتمكين السلم في المجتمع الدولي.