فهد بن جليد
السؤال الأكثر انتشاراً هذه الأيام: ماهو المسلسل الذي تتابعه بين برامج الشهر؟ وكأن متابعة المسلسلات والبرامج من آداب الصيام؟!.
برأيي أن الفضائيات هذا العام كئيبة جداً، وأصبحت الغثاثة في برامجها لا تُطاق، ووصلت لدرجة - التهريج - وسقوط الكثير من الأقنعة المُزيفة لإعلاميين وفنانيين عرب كُنا نعدهم من (الشطار)، ففضحهم (رمضان) وكشف أنهم مجرد (تجار)، فما تُشاهده في المغرب يسد نفسك عن الإفطار، وما تتابعه بعد منتصف الليل (يحوم كبدك) مع الأسحار، وتقبل الله من البعيدين عن هذه الشاشات، الصائمين العابدين الصامدين الأخيار!.
دعونا نبتعد قليلاً عن الشاشة وهمومها, ونذهب إلى (السناب شات) حيث تحول المنشد المعروف حامد الضبعان إلى تاجر عطورات في تجربة مُثيرة، الهدف منها كما يقول ليس تحقيق أرباح مُرتفعة، بقدر ما هو كشف (المبالغة في الأسعار) و(الاستغلال) الذي يتعرض له المستهلك للبخور ودهن العود وغيرها كونه أحد الضحايا السابقين، ولإثبات نظريته (السعر لا يحدد جوّدة المنتج)؟!.
يبيع حامد بعض المنتجات بأسعار أقل بنحو 25% - 50% من الأسعار التي تباع بها في الأسواق، بل إنه قدم عطر نسائي بسعر 150 ريالا، مؤكداً أنه يباع في أحد أسواق الرياض الشهيرة بأكثر من 600 ريال!.
نحن لسنا بحاجة للانشغال في هذه التجربة بين المبالغة في الأسعار التي وصلت لـ300%؟ وكيف جلب حامد العطر بسعره الحقيقي؟ بل يجب أن نبحث عن سبب أعمق، وهو أن جهل المستهلك (بأنواع العطور) وأسعارها، وضعف هذه الثقافة لدينا هو الذي جعلنا فريسة سهلة لأطماع هؤلاء (التجار)!.
وهو ذاته ما يحدث مع (مسلسلات وبرامج رمضان)، عندما يتم جلب فنان و(ضربه أو تهزيئه) مُقابل الدفع له من إعلانات المشاهدين!.
نصيحتي لك مع (انتصاف الشهر) أن تُغلق التلفاز فيما بقي من أيامه الأخيرة، وتتوقف عن شراء العطور (احتياطاً)، فليس هناك ما يستحق أن تشغل نفسك به عن (الصيام والقيام)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.