مضت إحدى عشرة سنة على ممارسة المجالس البلدية مهامها، والتجربة والملاحظة، والمعلوم مما لا يعلم، أن المجالس البلدية رغم مالها من صلاحيات واسعة، وسلطات واضحة عانت وستظل تعاني من عدم القدرة على تحقيق الغايات المنشودة من وجودها كمجسمة لمشاركة المواطن بتطوير وتنمية بلدته باختيار ممثليه لهذا الغرض بالتصويت أثناء عمليات اختيار أعضاء المجالس البلدية. لغرض تطوير وتنمية بلدته، من خلال تحديد الأولويات الخدمية والتطويرية، بالاستغلال الأمثل لمخصصات البلدية من الميزانية السنوية، ورقابة حسن الأداء الفني والمالي والاداري. حق اقتراح إعادة هيكلة البلدية بما يتوافق مع تحقيق الاهداف، وحيث إن تنفيذ رؤى ومهام المجالس البلدية مناط برؤساء البلديات الذين هم حتما أعضاء بالتعيين في المجالس البلدية، ورؤساء البلديات هم أصحاب الصلاحية المطلقة في إدارة الشأن البلدي، إلا أن بعضهم تنقصهم الدراية بأهمية دور مهام واختصاصات المجالس البلدية في تطوير مهامه الإشرافية، ينظر بعض منهم أن تعاونه مع المجلس البلدي سيضعه في الظل أو في ميدان منافسة، لذا نجد التعاون حينما حدث بين بعض رؤساء البلديات والمجلس البلدي أنتج عملا متميزا، ذكر فشكر في أكثر من موقع ومناسبة. ولتكامل عمل الجهة التشريعية والتنفيذية في البلدية يلزم تلاحم الجهتين بالتعاون لا بالتنافس، وبما ان المجالس البلدية مجالس غالبيتها منتخبة لشغل مهمة عضو مجلس بلدي لمدة أربع سنوات، والقلة منهم معينون لغرض التوازن الاجتماعي، فإن فكرة خلق تلاحم الإرادات والتوافق بين المجالس البلدية وبين بعض من رؤساء البلديات الذين يرون في المجالس البلدية سلطة عليهم لا لهم فكرة ترفضها طبيعة التنافس البشرية، فما كان القتل في الارض إلا نتيجة التنافس. فقصة ابني آدم عليه السلام تلك التي جرت وقائعها مع بداية الوجود الانساني على الارض التي انتهت بقتل الأخ لأخيه التي قصها علينا القرآن الكريم. إلا بسبب التنافس، وباستثناء أمناء المناطق لو يصار الى تهيئة بيئة العمل بين المجالس البلدية ورؤساء البلديات من خلال عملية انتخابية لرؤساء البلديات ترافق عملية انتخاب اعضاء المجالس البلدية، لمدد مساوية لدورة المجلس، تتيح الفرصة لرئيس المنتخب إثبات كفاءته وقدراته للناخب الذي سيعيد أو يرفض التصويت له، وأن يحاط الترشيح لرئاسة البلدية بشروط واضحة ملزمة لا يمكن التنازل أو التهاون في أي منها، ومنها أن يون جامعيا فما فوق، وأن يكون ذو ممارسة ادارية ناجحة، وخبرات متراكمة لا تقل عن عشر سنوات، وأن يكون سجله المدني خاليا من أي شائبة، وشهادة مالية بمالية الخاصة، يكون له حق ممارسة سلطات رئيس البلدية المعين، وفق الأنظمة المالية والإدارية والفنية المعتمدة، وأن يجعل له جعل في مقابل هذه المهمة بمكافأة شهرية مجزية لا تقل عن عشرين ألف ريال، ويكون عليه مسئولية إبراء ذمته الخاصة ماليا فيما لو لحق ذمته المالية مايستلزم البراءة بحيث لا يعفيه انتهاء دورته، أو إعادة انتخابه لدورة تالية، ذلك ان الرئيس المعين بالانتخاب سيعمل من منطلق رضاء الناخب عن أدائه وهو منطلق يلتقي فيه مع غاية أعضاء المجلس، وبالتالي تذاب الفجوة فيما بينهم، ويزول التنافس ليحل محله التعاون والتعاضد.. والله ولي التوفيق والقادر عليه.