إعداد - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية بـ«الجزيرة»:
زكاة الفطر هي أحد الأركان الدينية الواجبة على المسلمين كافة بعد صيامهم شهر رمضان الكريم. وقد تطور إخراج هذه الزكاة في غالبية الدول الإسلامية؛ ليأخذ الشكل النقدي؛ إذ يتم تقديرها على الفرد بما يوازي 1- 5 دولارات حسب المستوى الاقتصادي للدولة والمستوى المعيشي لمواطنيها. وتنفرد المملكة بكونها إحدى أبرز الدول التي تتمسك بإخراج زكاة الفطر في شكلها المنصوص عليه شرعًا في شكل حبوب، التي من أهمها الأرز أو القمح أو الشعير، ونحو ذلك مما يعتبر قوتًا يتقوت به الناس. أما بالنسبة لكمية الزكاة المفروضة على الفرد فهي الصاع، وهو يعادل 3 كجم تقريبًا.
وإذ تتمسك المملكة بإخراج الزكاة بشكلها المنصوص عليه في شكل القوت، ولأن القوت الرئيسي في هذا الزمان يتمثل في الأرز، وبمعرفة أن عدد سكان المملكة يصل إلى 31.7 مليون نسمة، ويصل عدد السعوديين إلى نحو 21.1 مليون نسمة مقابل 10.6 مليون أجنبي.. وإذا افترضنا أن 80 % من السعوديين سيخرجون الزكاة مقابل ثلث غير السعوديين فقط هم من سيخرجونها.. سيكون لدينا طلب على الأرز يناهز نحو 61.2 ألف طن. وهي كمية الطلب على الأرز الخاصة بإخراج الزكاة فقط. ومن المتوقع أن تصل قيمة هذا الطلب الإضافي على الأرز إلى نحو 295 مليون ريال؛ إذ إن الأرز يعتبر المادة الغذائية الرئيسية بالسوق السعودي. وفي الشهور العادية يتراوح حجم الاستهلاك الشهري من الأرز بين 100 إلى 140 ألف طن. ويتوقع أن يصل حجم الاستهلاك خلال شهر رمضان إلى قيمة تزيد بمقدار 50 % على الشهور العادية.
وتتوقع وحدة الأبحاث والتقارير بـ«الجزيرة» أن تصل الكمية المطلوبة من الأرز للاستهلاك الغذائي هذا العام إلى نحو 200 ألف طن، بقيمة تصل إلى 1.2 مليار ريال، التي بإضافتها إلى 295 مليون ريال قيمة أرز الزكاة يصل حجم مبيعات الأرز في رمضان بشقيها (الاستهلاك الغذائي وإخراج زكاة الفطر) إلى نحو 1.5 مليار ريال. ولا نبالغ إذا قلنا إن هذه القيمة تعتبر أضخم قيمة استهلاكية للأرز خلال فترة زمنية تناهز الشهر في العالم.
ونظرًا إلى أن زراعة الأرز تعتبر من الزراعات المستهلكة للمياه فإن المملكة تعتبر مستوردًا صافيًا وقويًّا للأرز؛ إذ وصلت الكمية المستوردة خلال عام 2015م إلى نحو 1,42 مليون طن محققة ارتفاعًا عن مستوياتها في عام 2014م؛ إذ كانت لا تزيد على 1,36 مليون طن بارتفاع 4,4 %. وإذا افترضنا أنه من المتوقع أن تنمو في عام 2016م بنسبة تناهز الـ 5 % أيضًا فإن سقف الواردات من الأرز من المتوقع أن يتجاوز مستوى 1.49 مليون طن.
وتصل قيمة واردات الأرز بالمملكة إلى نحو 7.5 مليار ريال، وهي قيمة مرتفعة، ربما تمثل القيمة الأعلى عالميًّا.
وبتدقيق قيم واردات ومبيعات الأرز بالسوق السعودي نقترح وضعًا خاصًّا لهذه السلعة ضمن رؤية 2030؛ لكي تُصمَّم له استراتيجية خاصة، سواء في زراعته أو استهلاكه؛ لكي تحقق المملكة أعلى قيمة مضافة من منتج يستهلك بشكل دوري ومستمر ومتواصل، وبقيمة تصل وارداتها إلى 7.5 مليار ريال، وبقيمة تصل خلال شهر رمضان وحده إلى نحو 1.5 مليار ريال.