«الجزيرة» – وهيب الوهيبي:
أكد عدد من المشايخ والدعاة أن قتل الأنفس البريئة من كبائر الذنوب التي جاءت الشريعة الإسلامية بتحريمها أشد التحريم، فضلاً عن أقرب الناس وهما الوالدان، مشيرين إلى إقدام الشقيقين التوأمين اللذين طعنا والدتهما ووالدهما وشقيقهما بمنزلهم بحي الحمراء بمدينة الرياض والذي نتج عنه مقتل الأم وإصابة الأب وشقيقهما بإصابات خطيرة.
وقال الشيخ الدكتور سعد بن تركي عضو هيئة كبار العلماء إن المسلم ليحزن وهو يرى أن من أبناء المسلمين من اختطف ليكون عدواً لأمته ومجتمعه ووالديه وأداة في يد أعداء المسلمين. وعلق الشيخ الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء بالرياض أن قتل الأنفس البريئة من كبائر الذنوب التي جاءت الشريعة الإسلامية بتحريمها أشد التحريم.
وأكد آل الشيخ تعليقاً على الحادثة الشنيعة أن حمل السلاح وترويع الآمنين وإزهاق الأنفس من الأمور المحرمة في الإسلام التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم (حرمة دم المسلم عند الله أعظم من حرمة الكعبة)، لافتاً أن بلادنا التي تنعم بتطبيق الشريعة الإسلامية وبالأمن والأمان ورغد العيش واللحمة الوطنية مستهدفة من الأعداء التي تسعى إلى زعزعة الأمن وإحداث الفوضى، وهذا مما يدعونا إلى الوقوف يداً واحدة والالتفاف مع ولاة الأمر ضد كل من يريد بهذه البلاد السوء والشر. ونوه في هذا الصدد برجال الأمن ووزارة الداخلية في سرعة القبض على الجناة مؤكداً أنهم عيون ساهرة لحفظ الأمن والوقوف ضد المخططات الفاسدة.
وقال الشيخ الدكتور يوسف بن محمد المهوس عضو هيئة التدريس بجامعة المجمعة وإمام وخطيب جامع عثمان بن عفان بالرياض فجعت أمس الأول بابنين توأم في سن 18 عاماً بقتل أمهما، والشروع في قتل أبيهما وأخيهما الأصغر منهما بتسديد طعنات عدة عليهما وذلك في مدينة الرياض.
وأضاف: استرجعت الله وطلبت الحول والقوة منه على هذه الفواجع وغيرها التي ذكرتنا بمن غدر بوالده وقتله في رمضان الماضي في جنوب بلادنا، وأيضاً بمن قتل خاله الذي رباه وسكن معه، وذلك في آخر ليلة من شهر رمضان العام الماضي!!
وقال: نحن نعيش أزمة غلو وتطرف مشتركة لا فرق فيها بين سنة وشيعة، فالفعل واحد وهو الإرهاب والقتل والتفجير، فقاتل القطيف كقاتل الرياض، كلاهما ضحية لفكر منكوس، ورأي منحوس، وفهم مركوس. فالغلو ملة واحدة، والمشترك قتل نفس مسلمة، والأثر: تسويغ العبث بأمن البلاد ودينها ورواده وأقول بعد هذه الفواجع: هنيئاً للمقتول على يد الخوارج والدواعش قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «طوبى لمنْ قتلهمْ وقتلوه».وهنا نص واضح من نبينا يذكر بعض صفات الخوارج، والدواعش أشد خبثاً من الخوارج، فقد ثبت عنه أنه قال «سيكونُ في أُمتي اختلافٌ وفرقةٌ، قومٌ يُحسنون القيلَ ويُسيئونَ الفعلَ، يقرأونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقِيهم، يمرُقون من الدينِ مروقَ السهمِ منَ الرميّةِ، لا يرجعونَ حتى يرتدَّ على فُوقِهِ، هم شرُّ الخلقِ والخليقةِ، طوبى لمنْ قتلهمْ وقتلوهُ، يدعونَ إلى كتابِ اللهِ وليسوا منه في شيءٍ، مَن قاتلهمْ كان أولى باللهِ منهمْ».
ومع هذه القتلة التي ملئت غدراً وخسة وبشاعة فأستحضر حديث نبينا صلى الله عليه وسلم: «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان بن فلان».
وقد ثبت عن نبينا أنه قال عن الخوارج - ولا شك بأن الدواعش أشد وأنكى - »كلاب النار، شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه».