سيكون على منتخب فرنسا المضيف مواصلة المهمة والعبور إلى ربع النهائي في مواجهة من نوع خاص مع نظيره الإيرلندي الباحث عن الثأر بعد «لمسة» اليد الشهيرة في 2009، وذلك عندما يلتقيان اليوم الأحد في ليون في ثمن نهائي كأس أوروبا وتعيد هذه المواجهة إلى الذاكرة ما حصل في الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 وتحديداً في 18 نوفمبر 2009 عندما سيطر تييري هنري على الكرة بيده ومررها إلى وليام غالاس الذي سجل هدف التعادل 1-1 في الوقت الإضافي وقاد بلاده إلى النهائيات على حساب إيرلندا، وبغض النظر عن فرصة الثأر أمام الإيرلنديين، فإن منتخبهم يخوض الدور ثمن النهائي في البطولة للمرة الأولى في تاريخهم، وقد خرج من الدور الأول في المشاركتين السابقتين عامي 1988 و2012. ويعد المنتخب الفرنسي في المقابل من أبرز المرشحين للقب الثالث في تاريخه، وحجزت فرنسا بطاقتها إلى ثمن النهائي بسهولة وبعد الجولتين الأوليين بفوزها على رومانيا 2-1 وألبانيا 2- صفر، قبل أن تتعادل في المباراة الثالثة مع سويسرا سلباً، فتصدرت ترتيب المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط.
وانتظر منتخب إيرلندا حتى الجولة الأخيرة ليخطف بطاقة التأهل كأحد أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث في المجموعة الخامسة جامعاً 4 نقاط، بفارق نقطتين خلف إيطاليا وبلجيكا. وتعادلت جمهورية إيرلندا في الجولة الأولى مع السويد 1-1، ثم سقطت أمام بلجيكا صفر -3، وكانت في طريقها إلى مغادرة منافسات البطولة قبل أن يسجل روبي برادي هدف الفوز قبل 5 دقائق من نهاية المباراة الثالثة مع إيطاليا التي خاضتها بتشكيلتها الاحتياطية.
فارق واضح بالمستوى
قدّم منتخب فرنسا أداء مقبولاً في الجولتين الأوليين ولم يتمكن من فرض سيطرته تماماً أمام سويسرا في الثالثة لكنه كان ضامناً تأهله، وقد تعرض ديشان لانتقادات كثيرة بسبب التبديلات التي أجراها، وتشكل البداية الجيدة في مباراة الافتتاح أمام رومانيا (2-1) مفتاح عدم تعرض منتخب «الديوك» لضغط كبير في الدور الأول، بعد أن خطف نجمه ديميتري باييت هدف الفوز في
الدقيقة قبل الأخيرة إثر تسديدة رائعة من خارج المنطقة، ولم تكن المباراة الثانية أمام ألبانيا المتواضعة سهلة واحتاجت إلى تدخل من باييت أيضاً لتأكيد الفوز (2-صفر) بعد نزوله احتياطياً. وبات باييت من أبرز الأسلحة الفرنسية في هذه البطولة، إذ إنه قدم أداء رائعاً أمام سويسرا في الجولة الثالثة. ويمكن لديشان أن يعول على نجم وسط يوفنتوس الإيطالي بول بوغبا المطلوب من أبرز الأندية الأوروبية بعد استعادة مستواه إثر الأداء الجيد الذي قدّمه أمام سويسرا والفرص التي حصل عليها خاصة من التسديدات البعيدة، لأنه كان عادياً جداً في مباراة الافتتاح ثم أبقاه المدرب احتياطياً أمام ألبانيا قبل الزج به في الشوط الثاني. وتخطى ديشان على ما يبدو مشكلة فنية في اختيار المهاجمين بوجود اوليفييه جيرو وانطوان غريزمان واندريه بيار جينياك بعد أن اختبرهم في المباريات الثلاث الأولى.
واكد الإيرلندي الشمالي مارتن اونيل مدرب منتخب جمهورية إيرلندا أنه يريد من لاعبيه التركيز على تحقيق المجد عوضاً عن التفكير بتحقيق الثأر من فرنسا. وقال اونيل «أعتقد بأننا قررنا نسيان ما حصل - هذا موقف صادر عن الإيرلنديين-. سيتم الحديث عن هذه النقطة بالطبع، لكن لا اعتقد بأنها ستشغلنا عندما نخوض المباراة».
ألمانيا × سلوفاكيا
ويصطدم منتخب ألمانيا بنظيره السلوفاكي في ثمن نهائي كأس أوروبا 2016 المقامة في فرنسا حتى 10 يوليو في أول اختبار جدي لأبطال العالم في المسابقة القارية اليوم الأحد في ليل. وكانت المهمة أسهل بالنسبة إلى الطرفين في الدور الأول لأن كل منتخب يخوض 3 مباريات، فيما يملك الآن فرصة وحيدة في الأدوار الاقصائية، حيث يخرج المغلوب ويتقدم الفائز إلى الأمام، ورغم التاريخ الكبير والسجل الحافل للمانشافت الألماني، لا تحدد نتائج المواجهات المباشرة الخمس مع سلوفاكيا بعد استقلالها وانفصالها عن تشيكوسلوفاكيا، بشكل دقيق لأي جهة تميل الكفة. وفازت ألمانيا 3 مرات، وحذّر لاعبيه خلال التدريبات من أي تهاون، وقال «لقد خسرنا أمام سلوفاكيا أواخر مايو، ونعرف تماماً ما حصل ، الآن سنحت الفرصة لنا للقيام بشيء ما وإلا عليكم أن تعلموا أنكم ستذهبون الى البيت، واستدرك المدرب الألماني قائلاً «هذا أحد الأسباب الذي يجعلنا نتطلع إلى المضي قدماً، متوقعاً أن يكون الأسلوب لدى جميع المنتخبات هجومياً أكثر مما كان عليه في الدور الأول، ويعرف لوف أن ساعة الحقيقة قد دقت، وأن المواجهة المرتقبة في حال بلوغ المانشافت ربع النهائي ستكون في مواجهة إيطاليا أو إسبانيا اللتين تلتقيان غدا في نهائي مبكر. وقد يفتقد لوف أحد أعمدة خط الدفاع جيروم بواتينغ الذي يعول عليه كثيراً رغم أدائه البطيء في أكثر الأحيان، وسيتخذ قراراً نهائياً بشأن مشاركته من عدمها على ضوء تقرير الفريق الطبي، لكنه أكد أنه «متفائل جداً». وكان بواتينغ المصاب في ربلة الساق الايمن غاب عن التدريبات الجماعية للمنتخب، وقام بالجري وتحريك العضلات على الدراجة، وتخطت ألمانيا الدور الأول بتصدرها المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط وبفارق هدف أمام بولندا، لكن غلتها اقتصرت على 3 أهداف فقط. في المقابل، تأهلت سلوفاكيا كأحد أفضل 4 منتخبات حلّت في المركز الثالث بعد أن أنهت الدور الأول خلف ويلز وإنكلترا في المجموعة الثانية وحققت فوزاً وتعادلاً مقابل خسارة.
من جانبه، أكد مساعد مدرب منتخب ألمانيا توماس شنايدر «استعدينا لمباراة يقصى فيها الخاسر والظروف مختلفة تماما. الخصم يلعب بأداء فني عال ويتقنون التجمع في الدفاع، وهذا ما أثبتوه خلال هذه البطولة. إنها مهمة صعبة لكننا سنعرف كيف نجد الحل».
وتابع «تركيزنا منصب على ثمن النهائي حاليا، وما سيحصل لاحقا سواء كانت المواجهة المقبلة مع ايطاليا او اسبانيا فنحن نعرف أن الخصم الجديد سيكون قويا جدا، لكن في كل الأحوال نريد أن نكون أبطال أوروبا وأن نهزم كل هذه المنتخبات».
بلجيكا × المجر
حذَّر النجم السابق والمدرب الحالي لمنتخب بلجيكا لكرة القدم مارك فيلموتس من طموحات نظيره المجري عندما يلتقي الطرفان اليوم الأحد في تولوز في ثمن نهائي كأس أوروبا المقامة في فرنسا حتى 10 يوليو ، وفشل منتخب بلجيكا حتى الآن في تأكيد الترشيحات التي وضعته في المراكز الأولى للمنافسة على اللقب خصوصاً أنه جاء إلى فرنسا وهو في المركز الثاني خلف الارجنتين في التصنيف العالمي للمنتخبات الذي يصدره الفيفا ، كما انه يضم عددا كبيرا من اللاعبين اصحاب الموهبة المنتشرين في أبرز الأندية الأوروبية، ويتعيّن على فيلموتس الاستفادة تماماً من قدرات لاعبيه لأنه لا مجال للتعويض الآن، فالخاسر سيحزم أمتعته ويعود إلى بلاده، ولكنه سيواجه طموحات باتت مشروعة للمجر التي تشارك في البطولة للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً، وبدأت بلجيكا البطولة بطريقة مأساوية بخسارة أمام إيطاليا صفر -2، قبل أن تستعيد بريقها بثلاثية نظيفة لنجميها لروميلو لوكاكو (2) واكسل فيتسل أمام جمهورية إيرلندا، ثم حجزت بطاقتها إلى ثمن النهائي بفوز صعب على السويد بهدف لراديا ناينغولان، وهي المرة الاولى التي تتخطى فيها بلجيكا دور المجموعات منذ عام 1980 عندما بلغت المباراة النهائية في ايطاليا وخسرت امام المانيا الغربية 1-2 ، وانهت بلجيكا الدور الأول في المركز الثاني برصيد 6 نقاط، بفارق الأهداف خلف إيطاليا، من جهتها، فاجأت المجر الجميع بتصدرها المجموعة السادسة برصيد 7 نقاط من فوز مفاجئ على النمسا القوية جداً في التصفيات 2- صفر، ثم بتعادل مع ايسلندا 1-1 قبل أن تقدّم مباراة مثيرة جداً أمام برتغال كريستيانو رونالدو انتهت بثلاثة أهداف لكل منهما. وتشارك المجر في أول بطولة كبرى لها منذ كأس العالم 1986، وللمرة الأولى أيضاً في كأس أوروبا منذ 1972 حين حلّت رابعة، وكانت لها مشاركة أولى فيها عام 1964 حين حلّت ثالثة.