أيهما أجمل يا حيان؟ أومأت الأنثى لفتى يقربها حسنًا ممسكة ببطاقتين أصغر من الكف. نظر حيان إلى البطاقتين بجهل تام, كلتاهما بيضاء, هكذا فكر.. امتعض كثيرًا, فكر عميقًا, راجع نفسه, هو لا يريد أن يبين بصورة الجاهل، لكن الاختبار صعب. إن البطاقتين لهما نفس اللون! وهو يقسم على هذا.
لكن عينَيْها الواسعتين الخضراوين شلّتا لسانه؛ فقال وهو يظن بنفسه الذكاء مشيرًا إلى كفها اليسرى الغض: هذا, نعم هذا مناسب. فردت بلطف، ولكن «هذا اللون لا يناسب الأرضية». فرد يتحادق: «إذن هذا». وأشار إلى كفها الأخرى. فقالت مترددة: ولكن هذا لا يناسب لون السقف. هنا فارت أعصابه، وقال: إنهما نفس اللون. أقسم برب العباد إن كلتيهما بيضاء! فردت ببراءة: ولكن هذا أبيض ثلجي، وهذا أبيض لؤلئي!
وهنا صاح بقوة، وقال: هذه البطاقات الخمسون التي ترينها, وهذا المحل الخامس لهذا اليوم. نحن هنا في المحل منذ ساعتين. لقد تهت! اختاري ما تشائين, أكاد أختنق. ترقرقت عيناها بالدموع، وقالت بلهجة منكسرة: كنت أعلم أنك لا تحبني، ولا تحترم قراراتي. ثم رمت البطاقات، وخرجت لمحل آخر.
- علي محمد الماجد