فهد بن جليد
عجزت عن فهم كيف استطاع الأمريكي (أنتوني روبنز) إقناع أربعين شخصاً (عاقلاً) بالسير على (الجمر المُلتهب) وهم حافين الأقدام، خلال (ندوة) نُظمت في تكساس - هذ الأسبوع - بهدف تطوير الذات وكسر القيود، وتحرير القوة الكامنة، السؤال المُحير مع احتراق (قدمي وساقي) الشخص الأول، لماذا لم يتوقف بقية الـ (39 مشاركاً) عن السير على الجمر؟!.
هل هي تجربة لكيفية التأثير على عقول البشر؟ وسلب (الذات) بدلاً من تطويرها؟
الإنسان هو المتهم بالمسؤولية عن فساد أخلاق قرود (الشمبانزي في غربي أفريقيا) وتغيير طباعها، هكذا تبدو القصة عندما نقلت وكالات الأنباء العالمية - أمس الأول - عن خبراء سلوك الحيوان في عدة جامعات أمريكية وغربية، تأكيدهم أن القرود هناك، باتت تستخرج الكحول من خلاصة نخيل (الرافيا) المخمرة، بشكل تلقائي وطبيعي، وبعد ذلك تبدأ بالترنح، والنعاس؟!.
القرود لا عقل لها، لذا لا تستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، وربما خاضت هذه التجربة بعد رؤية الإنسان يقوم بذلك؟ في مختلف العصور كان البشر هم من يروضون الحيوانات والطيور لصالحهم، بدءا من الحمام الزاجل، ووصولاً إلى كلاب الصيد، ووحوش السيرك، مُنذ سنوات كان الخوف والشكوك من ظهور (أجيال بشرية) جديدة تخالف الفطرة السليمة؟ وتبدأ في محاكاة القرود وغيرها من الحيوانات بشكل عكسي في المظهر وطريقة الحياة؟ وهذا ما بدأ يظهر، ويُلاحظ في بعض المجتمعات الإنسانية - ربي لا تزغ عقولنا بعد إذ هديتنا -!.
الخوف الأكبر اليوم هو في فقدان السيطرة على بعض المخترعات ذات القدرة على اتخاذ قراراتها دون حاجة لتدخل بشري، خصوصاً مع ظهور (روبوت) يستطيع إيذاء البشر, (هوليوود) تتحدث دوماً عن حرب خيالية قادمة بين (البشر) و(عالم الروبوت) بعد فقدان السيطرة عليه .. إلخ!.
سير (المُتحررين) أعلاه على الجمر بهدف كسر القيود، ألا يُذكرك بصور تحويلهم إلى (روبوتات مؤذية)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.