عبد الكريم الجاسر
أخيراً وبعد أكثر من ثلاثة أشهر أو تزيد أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم تعيين مشرف جديد على المنتخب خلال العام المقبل.. وهو القرار الذي كان مطروحاً طوال الفترة الماضية والذي شخصياً لا أجد له أي فائدة أو جدوى في ظل عدم وجود ميزانيات خاصة بالمنتخب وعدم وجود برنامج إعداد واضح وعدم وجود أي مباريات إعدادية مجدولة للمنتخب خلال العام القادم وعدم وجود أي شيء تم ترتيبه للمنتخب الوطني قبل خوض التصفيات الهامة المقبلة والمؤهلة لكأس العالم 2018م في روسيا.
فالسؤال الذي يطرح نفسه ماذا سيعمل المشرف الجديد في ظل هذه الأوضاع والظروف وما هي صلاحياته ومهامه وما هي خطة عمله المقبلة، خصوصاً أن تعيينه تم دون الجلوس معه ومعرفة ما يريد وما هو مطلوب منه ولماذا تم تعيينه أصلاً؟!
حقيقة إن هذا الاتحاد لم يقدم أي شيء يذكر على صعيد المنتخبات والبرامج الإعدادية لها فلا خطة عمل ولا ميزانيات ولا علاقات مع الاتحادات الأخرى ولا اتفاقيات أو مذكرات تفاهم لبناء (الخبرات واللقاءات الكروية ولا أي شيء من هذا القبيل.. اتحاد متقوقع عاجز عن تنظيم مباراة واحدة ضمن جدول إعداده منذ سنة أو أكثر لا وجود للمنتخب الوطني حيث إنه في عداد المفقودين كروياً.. فبعد نهاية الموسم جميع منتخبات العالم الكروية التي لديها استحقاقات على المدى القريب والمتوسط لعبت مباريات إعدادية بعد نهاية الموسم باستثناء المنتخب السعودي الذي ما زال نائماً في العسل وما زال رئيسه متوشحاً وشاح البطولة التي احتفل بها مع فريقه تاركاً أو ضارباً بمهامه عبر الحائط.. وكأن المنتخب السعودي تأهل فعلياً لكأس العالم وليس مطلوباً منه أي شيء يؤديه.
اجتماع اتحاد الكرة الأخير وما انبثق عنه من (قرارات) لا يمكن أن يطلق عليه اجتماع أو حتى ما صدر يمكن أن يكون قرارات فالمسألة اجتماع ومناقشة دون خطط يتم متابعة تنفيذها ومناقشة دون خطط يتم متابعة تنفيذها أو إقرارها وتطبيق برنامج عمل لم يكن موجوداً أصلاً منذ أول يوم عمل لهذا الاتحاد.. ولذلك فيجب على أحمد عيد أن يغادر فوراً وأن يتيح الفرصة لاتحاد قادم عمله يتدارك شيئاً مما فات ويبدأ العمل قبل فوات الأوان!
وعاد النشاط للأندية من جديد!
بدأت معظم الأندية استعداداتها للموسم الجديد والبعض منها على وشك أن يبدأ دون أي تغير عما اعتدناه في المواسم الماضية يذهب أشخاص ويعود آخرون ويغادر منهم البعض في بدء الموسم أن في المنتصف أو في النهاية ومنهم من يغادر قبل آخر 90 دقيقة في الموسم(!!) وهكذا.. دوامة إدارية لا تخرج منها الأندية ولن تخرج ما لم تطبق الخصخصة بأسرع وقت ممكن بحيث يكون هناك ملاك للأندية يحددون مستقبلها ويحاسبون إدارتها ويضعون الخطط والبرامج التي تقودها إلى الربحية والحساب الدقيق لكل ريال يدخل خزينة النادي أو يخرج منه.. ولنا أن نتخيل أن العديد من الأندية بدأت التدريبات دون أن تكمل تعاقداتها وهناك من لم يوقع مع مدربه حتى الآن في وتيرة عمل بطيئة ومترددة وأقل من مستوى المرحلة التي نعيشها التي دخلت فيها الدولة بكامل قطاعاتها نحو مرحلة العمل والتخطيط والمحاسبة والإنتاجية والبقاء للأفضل أو يفترض أنها في الطريق إلى ذلك.. باستثناء المجال الرياضي الذي يعاني من البطء وعدم الجدية في كثير من أموره فضلاً عن غياب المنهج العلمي والخطط والبرامج التي تقود نحو النجاح.
البعض قد يقول إن هذا (تنظير) ليس هنا مكانة لكنها الحقيقة التي يجب مواجهتها فنحن الآن بعيدون جداً عن أسلوب العمل المتبع في معظم الدول رياضياً وما زلنا على صعيد المؤسسة الرياضية والأندية في مرحلة الخيارات ولم نصل لمرحلة التنفيذ لأسباب عديدة وأبرزها غياب التخصص والتفرغ (الاحتراف) الإداري الذي يعمل به قيادة القطاع الرياضي نحو الأهداف المنشودة ولذلك لا أحد اليوم فارقاً في العمل وطريقته عن تلك الأيام الخوالي التي كانت تدار بها الأمور اجتهاداً ومع ذلك حققت العديد من النتائج الجيدة التي عجزت عن الوصول لها اليوم رغم اختلاف الأمس!
لمسات
* حقق الأهلي بطولة الدوري بعد سنوات من الغياب وقدم موسماً رائعاً.. لكن الآن يعيش أوضاعاً إدارية غير مستقرة لا تعكس ما حققه الأهلي هذا الموسم..!
* في تقرير صحفي نشر عن مرئيات مدربي اليورو التي تستضيفها فرنسا هذه الأيام كشفت الأرقام التي يتقاضاها مدربو 90% من المنتخبات (تقريباً) أنهم يتسلمون مبالغ زهيدة جداً مقارنة بما يدفع لدينا من مبالغ ضخمة لمدربين مجهولي الهوية والاسم والتاريخ!
* تكليف أحمد مسعود برئاسة نادي الاتحاد أفضل قرار اتخذ لمصلحة الاتحاد في السنوات العشر الأخيرة (ربما) بالنظر لمكانته وما يمثله للاتحاد والاتحاديين من قيمة كبيرة كإداري خبير ومحنك والأهم من ذلك نزيهة!