نيويورك - عبد المحسن المطيري:
منذ زمن الزير سالم كانت ولازالت المسلسلات التاريخية هل الأقرب لقلوب الجمهور، وتم إنتاج مسلسلات إما مبنية على قصص حقيقية أو من وحي الخيال ولكن مقتبسة من شخصيات معروفة على السياق التاريخي، أو محاولة من الاقتراب من الإرث الطويل لتاريخنا العربي أو الإسلامي.
مسلسل «الزير سالم» كان نقطة الانطلاقة الحقيقة للقنوات الفضائية لكسب المشاهد العربي بحكم استحواذ المسلسل على نسبة المشاهدة الأعلى بلا منافس في الفترة التي تكون خارج الوقت الذهبي بعد الإفطار.
واستمر تقديم المسلسلات ذات الشخصيات اللافتة تاريخيا، والتمثيل المتميز، والإخراج الرائعة كما قدم المخرج المتمكن حاتم علي في «ملوك الطوائف» ومسلسل «عمر»، وكلا المسلسلين كانت خلاصة تجربة فنية رائعة لحاتم علي.
ولا ننسى أن مسلسل «الحجاج»، كان من إخراج المتميز محمد عزيزية، وبطولة المتألق دائماً عابد فهد، مع مسلسل «خالد بن الوليد» وغيرها من المسلسلات التاريخية الرائعة التي عايشناها في السنوات الماضية.
هذا العام نجد أنه الأضعف بلا شك، فلا قيمة مبتكرة أو مضافة لمسلسل «باب الحارة» من قناة mbc، ولا وجود لأي عنصر لافت للمسلسل التاريخي الآخر «سمرقند»، والمقتبس من راوية أمين معلوف، لم يوجد في المسلسل عنصر التشويق، فهو مجرد ذروات قليلة تصل للمشاهد لحماس محدود ثم تعود لطابع التقليدية.
في «سمرقند»، هناك أوقات ضائعة ومشتتة في حلقاته، وأحياناً لا داعي لها، مثل مشاهد الرقص، والحوارات المطولة، بالإضافة للمونتاج المتواضع، ويتميز المسلسل بالتمثيل الممتاز والتصوير الجيد والديكور الناجح، لكن أيّا من كل هذا ليس كافياً أمام ركاكة النص.
من الواضح أن الجمهور العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، لا يبحث عن أي قصة تاريخية غير مشهورة، إنما مسلسل تاريخي يستعرض إما حدثاً مثيراً للجدل مثل حرب البسوس، أو شخصية مثيرة للاهتمام مثل الحجاج، وبالتأكيد شخصيات لها ثقلها ووزنها في تاريخنا الإسلامي، مثل عمر بن الخطاب، أو خالد بن الوليد، أو طارق بن زياد رضي الله عنهم، ولا ننسى أن تقديم الشخصية يجب أن يكون قبل تقديم الحدث أو الرواية أو حتى المخرج والأبطال، ويجب أن يكون الشخصية محل اهتمام الشارع العربي، لذلك نتمنى أن نشاهد مسلسلاً تاريخياً قادماً يقدم سيرة يزيد بن معاوية مثلاً، أو حتى عصرية قريبة من واقعنا.