م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
« يؤكد فلاسفة الحياة على أن للنجاح في الحياة لا بد من الاستواء على ثلاثة أثافٍ.. والأثافي كما تقول العرب هي الحصِي التي يوضع عليها القِدْر ويُشْعل تحتها الحطب لطبخ الطعام.. ولو نقصت حصاة واحدة من تلك الأثافي لسقط القدر.. ولم تعد الحصاتان الأخرتان ذات نفع وتظلان مجرد حصاتين.. لكن باكتمال نصاب الأثافي وهي ثلاث يحدث التوازن ويمكن الاستواء ويتحقق المطلوب وهو طبخ الطعام.. أي أن العملية تمت بنجاح.. من هنا انطلق فلاسفة الحياة وأفتوا بأن الحياة لا تستقيم ولا تستوي إلا على ثلاث أثافٍ كقدر الطبخ تماماً حتى تتم عملية حياتك بنجاح.. وحددوا تلك الأثافي واعتبروا أن الحصاة الأولى في تكوين الأثافي هي: أين نعيش ونسكن على الأقل نصف حياتنا؟.. ثم يأتي بعدها حصاة: ماذا نعمل لتحقيق ذواتنا وإشباع طموحنا الذي سيشكل نمط وأسلوب حياتنا.. ثم تليها الحصاة الثالثة وهي: اختيار شريك الحياة الزوجية.. فهي (أو هو) المساعد المحفز الحافظ الأمين والشريك الكامل الذي يعني نجاحك نجاحه وفشلك فشله... بدون أي من تلك الأثافي فأنت مجرد حصاة.
« «السكن» ليس المقصود به هل هو سكن مِلْك لك أم مستأجر؟ هل هو شقة صغيرة أم قصر كبير؟ بل يُقْصد به بيئة السكن والمرتبطون بك من أم وأب وإخوة وزوجة وأبناء.. أن تولد في بيت بيئته مستقيمة فهذا سيهيئ لك بيئة نمو عادلة.. لكن لو كان أحد الوالدين أو المرتبطين بك مريضاً أو منحرفاً فهنا عدالة الظروف تكون قد مالت.. وقس على ذلك.
« «العمل» هو الحصاة الثانية في استواء الحياة.. إنه مسار الكسب والعلو في المحيط.. وهو معيار النجاح الذي تقاس به كفاءة الأفراد والمجتمعات.. أيضاً ليس المقصود العمل الذي يحقق مكاسب عالية.. بل المقصود العمل الذي تضع رأسك على وسادتك كل مساء متشوقاً للغد حتى تذهب إليه.
« أما ثالثة الأثافي فهي «الزوج» سواء كان رجلاً أو امرأة.. فهو أو هي المكمل للحياة وعمارة الأرض ببناء الأسرة.. والثابت عبر تاريخ البشر أهمية المرأة في كيان الأسرة فلا يستقيم ولا ينمو نمواً طبيعياً دون الزوجة حتى لو غاب الزوج نتيجة موت أو طلاق.. فالزوجة بطبيعتها هي الأقدر على الاحتضان والأمهر في التحفيز وهي الحارس الأمين لشؤون الأسرة.