«الجزيرة» - عبدالرحمن اليوسف:
أعربت شبكة السنة النبوية وعلومها استنكارها الشديد لحادثة القتل التي جرت في حي الحمراء والتي أقدم عليها اثنان ممن اعتنقوا الفكر الضال حيث قاما بقتل والدتهما ومحاولة قتل والدهما وأخيهما .وقالت الشبكة في بيان: إنها تستنكر العمل الإجرامي الذي وقع في حي الحمراء في مدينة الرياض ولها معه الوقفات التالية:
أولاً: إن بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية هي بلاد الحرمين، منها انطلقت الرسالة وفي أرضها نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت ومازالت ولله الحمد قيادة وشعباً متمسكة بمصدر عزها وفخرها كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولذا فإننا تجد أن أعداء الإسلام يكيدون لها ويحاولون بشتى الوسائل أن يستهدفوها باللمز والتشويه ويستهدفوا أبناءها بالشهوات والشبهات ، ولكنها ولله الحمد ستبقى منارة هدى وستقف أمام كل الهجمات بكل اقتدار ومسؤولية ولن يحيق المكر السيء إلا بأهله.
ثانياً : إن الحادث الجلل الذي فجعنا به صباح يوم الجمعة الماضي يأتي ضمن تلك المحاولة اليائسة والبائسة في تشويه الدين شق الكلمة وإضعاف اللحمة الوطنية واتباع الفرق الضالة وخدمة الأعداء، وحملت في طياتها كثيراً من مظاهر التجرد من الرحمة والوقوع في جملة من العظائم والكبائر، من أكبرها جريمة قتل الأم ومحاولة قتل الأب، وإذا كان الله حرم عقوقهما، وعد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من أكبر الكبائر فكيف بمن يقتلهما وقد كانا سبب وجوده في هذه الحياة، قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ .
ثالثاً : إن مثل هذا الحدث الإجرامي وما سبقه من أحداث تؤكد لنا مدى المسؤولية المشتركة في الوقاية والعلاج من هذا الفكر المنحرف، والذي يقوده زمرة من أرباب الفكر الضال في الخارج ويبثون سمومهم وأفكارهم عن طريق النت ومواقع التواصل فأهل العلم والأسرة والمدرسة والمسجد والعقلاء والمفكرون كل له دوره في التحذير من تلك الأفكار الضالة بجميع الوسائل المتاحة، إضافة إلى المسؤولية الأمنية على رجال الأمن وفقهم الله وأعانهم.
رابعاً : إن خطبة الجمعة كان لها الدور البارز في التحذير من أصحاب هذا الفكر المنحرف، والخطباء اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتكثيف جهودهم وتنويع خطبهم التي تحذر من هذا الفكر الضال ومن أصحابه وأحزابه، وتبين منهجهم المنحرف بالدليل الشرعي والحجة الواضحة وتربط الشباب بقيادات هذا البلد المبارك وولاة أمرهم وعلمائهم الموثوقين.
خامساً: الإعلام بوسائله وقنواته ومواقعه يتحمل أيضاً مسؤولية كبرى في الوقاية والتحذير من هذا الفكر الذي يستهدف شباب الأمة وعمادها، وعلى القائمين عليه إحسان التوجيه وتنويعه وتجويده وفق المنهج الشرعي، وعدم اختزال ذلك بأمور قد يكون نفعها قليلا أو ضررها أكثر من نفعها، كما أن الإعلام الرسمي وغيره يحتاج إلى مراجعة ليتواكب مع عظم الحدث حتى لا يلجأ الشباب إلى مصادر مجهولة من خلال وسائل الاتصال الحديثة.
وفي ختام بيانها أشادت الشبكة بجهود رجال الأمن ودورهم في التصدي لهؤلاء المجرمين حيث بينت أن هذه الحادثة أكدت على الجهد العظيم والموفق الذي تقوم به وزارة الداخلية ورجال أمنها بالتصدي لأمثال أولئك المجرمين، والمبادرة بالقبض عليهم، حفظاً للبلاد والعباد مما يدعونا كمجتمع أن نشد على عضدهم والدعاء لهم بأن يحفظهم وأن يوفقهم، سائلين الله أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا وعلماءنا ورجال أمننا، وأن يهدي شبابنا وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه وأن يريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه.