«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
على الرغم من أن فاكهة «البمبر» من الفواكه القديمة جداً وأشتهرت بها الأحساء ومنطقة الخليج وعلى الأخص البحرين وعمان إلا أنها لم تحقق شهرة وأسعة كما حققته فواكه أخرى كالتمور والعنب والخوخ والتين والرمان.. مع أنها لذيذة ورائحتها زكية ويفضلها كبار السن لأسباب ومعتقدات متوارثة كونها تساعد في علاج بعض الأمراض الباطنية وتساعد على منع الإمساك.. وهناك من يفسر ابتعاد البعض عنها وعدم الاهتمام بها كونها تمتاز بوجود مادتها الصمغية «المخاطية» بداخلها والتي تلتصق بالأنامل وحتى بالملابس.
وأذكر عندما كنا أطفالاً صغاراً كان البعض منا يتقاذف بها مع أصحابه في أجواء طفولية وحميمية.. ونتراكض ذات اليمن والشمال هرباً منها..؟! حتى أن هذه الفاكهة اللذيذة ومخاطية المحتوى. ضرب بها أمثال شعبية مثل (مالت على البمبر أبو...) ويقال لمن تدعي بجمالها لكن فيها عيوب داخلية .؟! وفي محلات العطارة في الأسواق الشعبية توجد هذه الفاكهة بصورة مجففة، حيث تنقع في ماء مغلي وتشرب لمن يعاني من الإمساك.. وقبل سنوات اشتهرت كثيراً أغنية نجحت نجاحا لافتاً لخالد الشيخ والتي تقول كلماتها:
ابكي على البمبره
وابكبي على التينه
وادعي على من ذبح قلبي بسكينه
كلمات بسيطة ومعبرة تعبر عن معاناة إحداهن مع زوجها.. وشجرة البمبركما يشير إلى ذلك أحد المواقع العالمية أنها تثمر من شهر مارس حتى يونيو في المناطق الاستوائية ويوليو حتى شهر آب في مناطق أخرى.. وترتفع الشجرة حتى 15متراً وتعتبر الفاكهة ناضجة ومرغوبة للمتسوقين عندما يكون لونها وردياً ورائحتها الزكية تكاد تصل إلى أنف المتسوق.
وجاء في كتاب (العلاج بالأعشاب) للطبيب ساسروتا الأب الروحي للجراحة الهندية أن فاكهة «البمبر» تعتبر كمبرد ودواء باطني ومفيد للسعال والنزيف الداخلي ويسخدم لحاء أشجارها بعد تحويله لمعجون كمادة علاجية ومفيدة للدغات العنكبوت والدمامل.. بل كانت تعتبر من الأشجار العظيمة لدي مهراجات الهند ورجال الدين وتقدم في أطباق مذهبة خلال المناسبات والاحتفالات الدينية وفي الطب اليوناني يستعمل كمسهل.. ومدر للبول وطارد للديدان.
وكعلاج لمرض السكري. وفي الهند والعديد من الدول الإفريقية حيث تنتشر زراعة البمبر فهي تستخدم في الكثير من المجالات الغذائية والطبية ويصنع منها أغذية معلبة ومخللات ومشروبات خاصة ومخلفاتها طعام للماشية وهناك العديد من الفوائد الطبية والصحية لهذه الفاكهة العجيبة والمدهشة على الرغم من محدودية انتشارها في بلادنا وحتى الاهتمام الكبير بها مع أهميتها كفاكهة قديمة قدم التاريخ.. وثرية بمحتواها الصحي.. وماتزخربه من مواد وزيوت دهنية وبروتينية.. فمتى يأتي اليوم الذي نهتم بهذه الفاكهة كما اهتمت بها الدول الأخرى خصوصاً الهند ودول إفريقيا وأمريكا الجنوبية لما فيها من فوائد عديدة.