جاسر عبدالعزيز الجاسر
عند نهاية هذا الأسبوع ستتوقف المشاورات الجارية الآن ومنذ أكثر من 67 يوماً بين وفد الشرعية اليمنية وبين ممثلي الانقلابيين من الحوثيين وجماعة المخلوع علي صالح، على أن تستأنف بعد عيد الفطر المبارك وبهذا يكون أعضاء الوفود ضيوفاً مكرمين على دولة الكويت أكثر من شهرين ونصف دون أن تكون هناك بارقة أمل تشير إلى التوصل إلى اتفاق يوقف القتال في اليمن ويعيد لأهلها الأمان.
فالانقلابيون الذين استمرؤوا عملية التفاوض والتي وكما أوضحنا في مقالة الأمس ينسجون نفس أسلوب (أسيادهم) ملالي إيران إذ تعتمد إستراتيجيتهم على تحديد مدد التفاوض واكتساب الوقت من أجل إحداث ملل سواء في جلسات التفاوض وساحات القتال.
في قاعات التفاوض يرهقون المتفاوضين من الجانب الآخر، وينهكون الوسطاء سواء ممثلي الأمم المتحدة أو الدول التي تسعى خيراً من دول الجوار اليمني دول مجلس التعاون أو الدول الكبرى من أعضاء مجلس الأمن الدولي بقصد جعلهم يمارسون ضغوطاً على الحكومة اليمنية الشرعية لانتزاع مواقف تلبي طلبات الانقلابيين الذين يريدون الحصول على مكاسب دون أن يقدموا شيئاً، وأن يفرضوا واقعاً على الشرعية الوطنية اليمنية كنتائج لانقلاب لمليشيات عملت على اغتصاب السلطة، ولأنهم استطاعوا أن يحققوا بعض المكاسب في عهد الوسيط الأممي السابق، فإنهم يحاولون أن يبتزوا الوسيط الحالي والدول التي تشارك بصورة غير مباشرة في المفاوضات للضغط على الحكومة والشرعية اليمنية للقبول بطلباتهم التي تتركز على تقاسم السلطة ودمج مليشياتهم في القوات المسلحة ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يسعون من خلالها الاستيلاء الكامل على السلطة.
وفي ساحات القتال يسعون إلى كسب الوقت والعمل على استرجاع ما فقدوه من مواقع عسكرية إذ أن التزام قوات التحالف العربي بالهدنة وعدم تطبيق الانقلابيين لبنود هذه الهدنة جعلهم يستردون بعضاً من تلك المواقع وإذا ما استمر الوضع هكذا فإنهم يطمعون بإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها فقواتهم ومليشياتهم تهدد قاعدة العند والخروقات للمليشيات والانقلابيين مستمرة، وهنا يتطلب من الحكومة الشرعية وقواتها وقوات التحالف العربي أن تكون حازمة في فعلها وأن تُفشِل هذه الإستراتيجية، وتكتيك التفاوض والتحلل من التزامات الهدنة، وأن تقابل ذلك بما يستحق، وبما أن الانقلابيين هم من انتهكوا الهدنة ولم ينفذوا ما عاهدوا عليه، فعلى الشرعية والتحالف أن تبادرا إلى استئناف القتال وأن تكون البداية تحرير صنعاء الذين أصبح أهلها يأنِّون من الحصار والعوز الاقتصادي والمعيشي بعد أن سرق الانقلابيون كل ما وصلت إليه أياديهم.