سعد الدوسري
لم تكن المرأة بحاجة لقرار رسمي لكي تعمل، فهي تعمل منذ بزوغ الدولة قبل أكثر من ثمانين عاماً، لكنها كانت بحاجة إلى دعم مؤسسات الدولة لعملها، وبحاجة أيضاً لقطع الطريق على كل من يقول إن عملها مخالف للأنظمة والتشريعات. وعلى الرغم من كل المعوقات التي تواجهها، فلقد تمكنت المرأة السعودية من لفت الأنظار لها، محلياً وعربياً وعالمياً، من خلال الإنجازات التي حققتها في كافة المجالات، العلمية والأدبية والتقنية والإعلامية.
وفي ظل البطالة التي تواجه الجيل الجديد، وجدت الشابات أنفسهن أمام خيارات محدودة، وكان عليهن أن يخضن تجارب جديدة عليهن، ليثبتن أنهن بحجم التحدي، وأنهن لن يقعن أسيرات للنظرة الاجتماعية السائدة، التي تتهم الشباب بالكسل والاتكالية. وها هي الشابة العشرينية التي أطلقت على نفسها «فدوو»، تدير محلاً لبيع الكبدة في مهرجان «كلنا كده» بجدة، يعمل به حوالي 20 شاباً وشابة، يقومون جميعهم بكامل الخدمات التي تقدم للزوار من طبخ وتقديم ونظافة، في مشهد يؤكد أن الشباب والفتيات السعوديات قادرون على إدارة الأعمال التجارية الصغيرة ببراعة. تقول فدوو إن جميع العاملين معها لديهم وظائف، ورغبة منهم في تعزيز وزيادة دخلهم فإنهم يقومون ببعض الأعمال الموسمية مثل مهرجانات رمضان ومهرجانات العيد وغيرها، مشيرة إلى أن المبيعات في مهرجان «رمضاننا كدا» جيدة للغاية وتوفر دخلا ممتازا لها ولكل العاملين معها.
«دندنا دندنا، وأحلى كبدة عندنا».