أ.د.عثمان بن صالح العامر
# أن الأول صار في ذهنية الشباب السعودي للأسف الشديد لعبة يمارسون به التفحيط» لعبة الموت» والهجولة والتمرد على الأنظمة المرورية المعروفة، واقتراف الحركات الصبيانية الخطرة التي قد توصلهم للقبر، أو تقعدهم ما بقي من أعمارهم على الأسِرّة البيضاء لا سمح الله، والشواهد والحكايات والقصص أكثر من أن يجمعها كتاب، فكيف بمقال مثل هذا؟، وجزماً القارئ الكريم يعرف من هذه الوقائع المأساوية كما أعرف أو أكثر.
# والثانية «الألعاب النارية» هي كذلك في ذهنية الصغار، وخطورتها لا تقل عن الأولى إن لم تكن أشد، خاصة تلك التي تم السماح بدخولها أسواق المملكة هذا العام، والتي تناقل الناس مطلع هذا الأسبوع صورها، وبينوا خطورتها عملياً في مواقع التواصل الاجتماعي محذرين ومنذرين من سوء العاقبة لا سمح الله.
# غالباً في مثل هذه الأيام التي تسبق العيد تنتشر بسطات (الطرطعان والمفرقعات والألعاب النارية المختلفة)، التي يحملها صغار السن ويجوبون بها الأسواق التجارية، يبيعونها على أنها هدية الأبوين لفلذات أكبادهم يوم العيد، وقد تباع في المحلات التجارية المتخصصة في بيع الألعاب سراً وبكمية مذهلة وأرقام فلكية خطيرة، وهي بأشكالها وأحجامها بل مسمياتها تشكل خطراً حقيقياً ومهدداً أمنيا،ً ليس فقط على الأطفال الذين يلعبون بها، بل إن خطرها يهدد البيوت الآمنة والشوارع العامرة داخل الأحياء السكنية، والمساجد المكتظة بالمصلين، والممتلكات العامة المنتشرة هنا وهناك.
# ولذلك قبل «أن يقع الفأس في الرأس»، وقبل أن توظف هذه الألعاب النارية لضرب أمننا من الداخل، يجب- من منطلق أمني صرف وإنساني لا يخفى- أن تكون هناك حملة واسعة لوقف بيع هذه المفرقعات الخطرة، ومساءلة أصحاب المحلات التجارية، ومعرفة المستوردين لها، والإجابة الواضحة والصريحة عن كيفية دخولها للبلاد في هذا الوقت بالذات الذي كثرت فيه المهددات لأمننا السعودي، فالكل منا مسئول مسئولية مباشرة عن أمن الوطن وضمان سلامة أرواح المواطنين.
# إن على الآباء ألاّ ينقادوا وراء رغبات صغارهم، فقد يحاول هذا الطفل أن يحاكي بهذه المفرقعات التي اشتريتها له ما يمارسه لعباً في « البلايستيشن « المليئة بالألعاب البوليسية القائمة أساساً على القتل والتفجير والتدمير والإهلاك، فيكون بهذا مشروعاً داعشيًّا إرهابياً ناجزاً وجاهزاً للتوظيف لا سمح الله، وأنت تعتقد أنك بصنيعك هذا أسعدته وأدخلت السرور على قلبه!!!
# أما عن سيارات (الدرباوية) والمفحطين غالباً، فمن الضروري- حماية للأرواح والممتلكات- أن تُوضع شروط فنية تتعلق بحركة إطارات السيارات والكوابح والأذرعة تعيق وتمنع التوظيف السلبي لهذه المركبات الذي صار رصد تحركاتها ومتابعة أفعالها عبئًا إضافياً ينضاف إلى كاهل جنودنا البواسل الذين يتسحرون في الميدان ويفطرون على الماء في الشوارع والطرقات ليقوموا بواجبهم الوطني، الذي هو في الحقيقة شرف لهم كبير، وواجبنا نحن المدنيين أن نكون عوناً لهم على أداء رسالتهم الوطنية حماية وحفظاً للجميع، ولي بإذن الله عودة قريبة للحديث عن هذا الموضوع الخطير جداً «التفحيط»، الذي أنجزتُ فيه دراسة علمية متخصصة مع فريق متخصص العام الماضي، دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود والسلام.