لقد كان هذا البلد، وما زال بلداً معطاءً يسري العمل الخيرى والعطاء والبذل في عروقه سريان الماء في النهر، والدماء في العروق، بل هو جزء من حياة أبنائه..
البذل والعطاء سعادة وراحة وأنس لا يعرفها إلا من اعتاد عليها، وتربى على هذه المعاني السامية..
وإن كان الأمر كما أسلفنا جريان الدم في العروق، إلا أنه يكون بصورة بارزة، ويظهر في الأفق على هيئة أنوار ساطعة, إذا حل شهر الجود والخير (شهر رمضان) فيتسابق أبناء هذا البلد لعمل الخير على كل الأصعدة الإغاثية والاجتماعية والتطوعية لعمل الخير عبر منافذه الرسمية، والتي تنتشر في هذا البلد المعطاء.
هذه مقدمة لخاطرة عنونتها (أمانة منطقة القصيم ليست مجرد أمانة)..
إنها حقيقة لا يعرفها إلا العاملون والمهتمون بالعمل الاجتماعي والتطوعي في هذه المنطقة...
مما يُعتز به أن أمانة منطقة القصيم تقدمت عن غيرها من القطاعات الحكومية في رسالة مفادها (أننا نحمل مسؤولية اجتماعية قبل أن نكون جهازاً خدمياً)، وقد أسست إدارة خاصة بخدمة المجتمع لخدمة جميع القطاعات.. التطوعية والخيرية والترفيهية والاجتماعية.
إنني أتحدث عن أمانة منطقة القصيم، وأنا أحد المهتمين بالعمل التطوعي والاجتماعي بالمنطقة، وقد لمست أثر ذلك عبر دعمهم اللوجستي والفني لكل فعالية في هذه المنطقة الغالية من بلادنا..
ولعل الكثير من ذوي النظر المجرد والغادي والرائح يرى أمانة منطقة القصيم حاضرة في كل محفل اجتماعي وترفيهي وتطوعي وتنموي، بل أصبحت تحمل على عاتقها مسؤولية التوعية والتثقيف التي تكون مسؤولية قطاعات أخرى هي أولى بذلك، وما ذلك منها إلا بالإحساس بالمسؤولية تجاه هذا الوطن. وآخرها قيامها بحملة معاً ضد الإرهاب والفكر الضال التي انتشرت في كل مكان امتداداً لجهود سمو أمير منطقة القصيم في هذه الحملة.
إخواني وأخواتي.. دخل رمضان شهر الخيرات وترمي ببصرك في المنطقة فلا تكاد ترفع عينك إلا وتجد أمامك أحد مخيمات الإفطار التي تشرف عليها مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات بمدينة بريدة، وهي في الأصل بإذن من إمارة المنطقة التي تسعى لتسهيل سير الأعمال التطوعية والخيرية، وما إن صدرت تراخيصها من الجهات المختصة حتى تسابقت إدارات أمانة منطقة القصيم (إدارة النظافة وخدمة المجتمع، وإدارة الكهرباء وإدارة المعدات والحركة....) في تقديم خدماتها ودعمها لهذه المخيمات في بادرة غير مستغربة.
لاشك أن القطاع الثالث (الخيري) قطاع مهم وعامل في تنمية البلد ولن يتطور ويتقدم إلا حين يضع القطاع الخاص والحكومي يده بيد القطاع الخيرى، ولعل من يتابع أخبار الدول المتقدمة يجد أن القطاع الثالث (الخيرى) مكمّلاً لمثلث البنية التنموية فيكون الأمر على الصورة (القطاع الحكومي - القطاع الخاص - القطاع الخيرى), وهذا مما يجعلنا نشحذ الهمم في أن نسعى وكلنا عزم على أن نصل ببلدنا إلى حيث ينبغي لها أن تكون في الريادة والقيادة، فنحن لا نطمح أن نقتدي بالدول الأخرى فقط، وإن كانت متقدمة, فهذا حلم سهل المنال, ونحن بركابه الآن، ولكن بلدنا نسعى به أن يقتدي به الآخرون في كل المجالات، وضمنها القطاع الخيرى، وهذا يحتاج منّا إلى بذل وعطاء وبناء حتى يكتمل بناء المجد، ويصبح الحلم حقيقةُ، وما ذلك على الله بعزيز.
وفي الختام.. شكراً من القلب..
شكراً لأمانة القصيم بقيادة أمينها ووكلائه، وشكراً للعاملين فيها، وشكراً لكل قطاع حكومي وخاص يضع يده بيد القطاع الثالث (الخيري) حتى يتكامل الجميع، فكل قطاع من قطاعات الدولة كاليدين يغسل بعضها بعضاً، ولا غنى لأحدٍ منهم عن الآخر, وفق الله الجميع لمرضاته.