علي عبدالله المفضي
من المتعارف عليه أن كثرة المطروح تؤدي إلى رداءة المنتج؛ إذ يدخل في عملية الإنتاج من المتطفلين والباحثين عن الأضواء والكسب من يكونون عادة عالة على الإعلام بسبب الجهل، وقلة الخبرة، والتخبط، والتقليد الأعمى، وسوء التدبير، والاعتماد - غالبًا - على مجانية الإنتاج، والبحث عن الكوادر الرخيصة من المذيعين والفنيين والإداريين وإن كانت رديئة؛ ليتبع ذلك رداءة في قيمة المادة المقدَّمة.
ومشاهد الإعلام اليوم الذي يملك اختيار وانتقاء ما يشاهده لم يعد ذلك الذي يتقبل ما يقدَّم له دون اعتراض؛ أولاً لحرص المسؤول عن الإعلام على مراعاة مشاهديه وفهمه لما يجب وما لا يجب أن يراه المشاهد؛ لأن الإعلام كان يمثل جهة رسمية، لديها من الخبرات والإعلاميين والفنيين من تثق بهم بالرغم من تدني مستوى التقنية مقارنة بمستواها اليوم. ولكن المسألة لا تتعلق بأجهزة جيدة فقط؛ فالجهاز الجيد قد يخدم في تقديم العمل بشكل جيد، لكنه يحتاج إلى عقول وضمائر، تدرك مهمتها ودورها في بناء أو هدم الأفكار والأذواق.
ولأن المشاهد اليوم قد يتفوق على كثير ممن يقدمون له المادة الإعلامية فليس من الغريب أن يتجنب قناة لا تبحث عما يمتعه ويضيف إليه. ولأن المنافسة قوية فالويل لمن لا يتمتع بالقدرة على جذب المشاهد إلى برامجه بالابتكار والتجدد والتقاط ما يرغب الجمهور في مشاهدته. ولن أجانب الحقيقة إذا كررت ما أقوله دائمًا عن الإعلام الشعبي: (لو قمنا بوضع ملصق على مكان شعار القناة في شاشة التلفزيون لما عرفنا اسم القناة التي نشاهدها لقوة التشابه أو التطابق في البرامج).