اسم الصحيفة - البلد - أوتاوا صن - كندا:
في عام 2003، استضاف الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش مؤتمرًا صحفيًا متلفزًا على متن سفينة حربية لكي يقدم معلومات جديدة آنذاك عن الحرب على العراق، وكانت الفرقاطة يو إس إس أبراهام لينكولن قد عادت لتوها من الخليج العربي، ووقف بوش أمام لافتة كبيرة مكتوب عليها «المهمة أنجزت» ليعلن أن العمليات القتالية الأساسية في العراق قد انتهت، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها قد انتصروا؛ ولكن للأسف فإن الوضع في العراق تدهور بسرعة كبيرة في أعقاب خطبة «المهمة أنجزت»، وتصاعد التمرد وغرق الأمريكيين في حرب عصابات دموية ومعقدة.
كارثة «المهمة أنجزت» أصبحت رمزًا لتعثر خطوات بوش في حرب مروعة ربما ستستمر في سقوط المزيد من القتلى والدمار حتى عقد قادم، وقد حدثت الغالبية العظمى من الخسائر بين العسكريين والمدنيين بعد تلك الخطبة. المهمة كانت أبعد ما تكون عن الإنجاز، وتم تسفيه بوش لأنه وضع العربة قبل الحصان وألبس الفشل ثوب النجاح.
وفي مفارقة مثيرة للسخرية، وأثناء شهادته أمام لجنة من البرلمان، صرح الوزير الكندي للاجئين جون مكالوم أن برنامج اللاجئين السوريين الذي نفذته حكومة ترودو هي «مهمة قد أنجزت بصورة كبيرة الآن».
وبينما لا يزال يعاني آلاف اللاجئين السوريين ويعتمدون على بنك الطعام، وحتى قبل أن يتم إدماج أي منهم في المجتمع الكندي، وحتى قبل أن يعثروا على وظائف أو يتعلموا ثقافتنا أو يتقنوا لغتنا المحلية، فإن وزير المهاجرين الكندي يحتفل بنجاح برنامجه.
وقد علمت اللجنة ذاتها أيضًا أن برنامج اللاجئين السوريين قد تضخم عن ميزانيته الأولية التي تقدر بمائتين وخمسين مليون دولار لتطرأ عليه زيادة قدرها ثمانمائة وثلاثين مليون دولار، بغير أن يتضمن ذلك االتكاليف المحلية أو البلدية. وقد علمنا أيضًا أن كندا استضافت فقط تسعة عائلات أيزيدية بين اللاجئين السوريين. وبدلاً من تمويل اللاجئين عبر برامج تطوعية وناجحة فإن حكومة ترودو أصرت على إعطاء نصيب الأسد إلى اللاجئين السوريين عبر برنامج أخرق وبيروقراطي وممول حكوميًا. وهذا يعني أن ملايين اللاجئين تم إيوائهم في فنادق رخيصة، وأجبروا على أن يعتمدوا على بنوك الطعام وعلى موظفي الحكومة بدلا من المتطوعين والجمعيات، وتُركوا وحدهم ليشقوا طريقهم في كندا.
وفي المقابل تم تجاهل أنجح برنامج تطوعي للاجئين، فأكثر من 9 آلاف متطوع قد جمعوا أموالاً للاجئين السوريين، ولكنهم لا يزالون ينتظرون قدوم الوافدين الجدد الذين يمولونهم. واستمرارًا للفشل المستمر من المسؤولين، فإن عمدة تورنتو السابق جون سيويل أطلق منظمة وطنية لتمثيل متطوعي اللاجئين، وزعم أن الحكومة جمعت أكثر من مائتي مليون دولار من جماعات تطوعية، بدون حتى ربط مموليهم بالعائلات السورية.
لذا يجب على مكالوم وترودوا أن يركزا أكثر على تمكين المتطوعين الذين يريدون مساعدة اللاجئين السوريين، بدلاً من المفاخرة بانتصارات زائفة والتربيت على ظهور بعضهم بعضًا وكأنهم قد أحسنوا العمل؛ فهذه المهمة لم تنجز بعد، ولا تزال أبعد ما تكون عن الانتهاء.
- جون مكالوم