صيغة الشمري
لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالسوشال ميديا قد ورطت المجتمع بمجموعة من الفارغين والجهلة والسذج المتعطشين للشهرة والمال بغض النظر عن ما يقدمونه من محتوى هزيل ومخجل وتافه، لقد صعقت وذهلت عندما أسمعتني زميلة عزيزة أحد مشهورات (سناب شات) وهي تجيب على إحدى المتابعات المسكينات التي تستفتيها عن التخصص الجامعي الأفضل الذي يجب أن تختاره تلك الحائرة المسكينة، فأجابتها السنابية المشهورة التي لا تقل عنها سذاجة بأنه يجب عليها أن تختار التخصص الذي يطلبه سوق العمل، هكذا أجابتها بكل ثقة عمياء دون أن تعرف هل تخصص السوق المطلوب ضمن ما تحبه أو تكرهه تلك المعجبة الساذجة، هذا غير أن سوقنا الأغبر لا يطلب من الفتاة سوى أن تكفيه شرها وتلزم بيتها بخلق آلاف العراقيل والمعوقات التي تحشر المرأة في مجال واحد لا غيره وهو التدريس، أما بقية ما يطلبه سوق العمل فهو حكر على الرجل ومريح له ومفصل على مقاسه، سعوديات (السناب شات) يكسرن الخاطر وهن محاصرات بقيود سوق العمل والمجتمع كما هن زميلاتهن في جميع الوظائف والأماكن، لذلك وجدن أنفسهن مرغمات بتصوير كل شيء عدا أي شيء منهن! تداهمك الشفقة وأنت تشاهد أطفالهن بلا خصوصية وبلا حول ولا قوة يجبرون على فعل حركات وقول كلمات لجلب مزيد من المتابعين بحثا عن الربح المادي من خلال تصوير سنابات إعلانية، حتى أنهم أخبروني عن سنابية سعودية كانت تستخدم ابنتها ذات الذكاء الخارق وخفة الدم الطفولية مما جعلها تكسب شعبية جارفة وبعد أن تمكنت الطفلة من جلب الملايين من المتابعين استولت الأم على الظهور وأبعدت ابنتها وانطلقت تثرثر بثقة حتى ضاق المتابعون بها ذرعا وأخذوا يرسلون لها مطالبين بترك السناب شات لابنتها وعندما لم تستجب انسحب كثير منهم تاركينها تثرثر كما تشاء في فضاء لا حسيب ولا رقيب عليه، سعوديات (السناب شات) هن ضحايا بعض من ثقافة مجتمع يجعلهن غير قادرات على التعامل مع الشهرة أو الظهور لدرجة أن بعضهن تدعي أن عدم ظهورها والاكتفاء بصوتها راجع لكونها محافظة مع أنها ظهرت في حوار تلفزيوني وصورها تملأ فضاء العم جوجل، في تناقض لا يستغربه من يعرف خفايا مجتمع يختلف فيه الفكر الفردي عن الفكر الجمعي بمعنى رأي الفرد الخاص وسلوكه يختلف تمامًا عن رأيه وسلوكه ضمن أمام المجتمع، سعوديات السناب شات أسهم أغلبهن في زيادة تسطيح وتهميش فكر المرأة وتسببن في زيادة المسافة الزمنية بينالمرأة وبين وصولها لمكانتها ومكانها الحقيقي في مجتمع ذكوري لا هم له سوى تعطيل أي قانون يمنح المرأة مزيدا من حقوقها، كلما تخبرني صديقة عن سنابية سعودية أصبح لها صيت أتابعها حتى أجدني مجبرة على حذفها بعد أيام معدودة، بسبب اتباعها رزال أسلوب بائعات (البسطة) في تسويق أدوات المكياج والمبيعات النسائية الأخرى بل وصل بهن الاستهتار لدرجة تسويق بعض المنتجات الطبية النسائية دون اكتراث بمنع الاعلانات الطبية في مشهد ينم عن خداع المعلن المسكين الذي لا يملك الخبرة الكافية في القدرة على كشف تزوير عدد المتابعين أو المشاهدين . أخيرا يجب معرفة بأني أقصد قلة قليلةً ولا أقصد الجميع؟!