بملامح هادئة وكاريزما فريدة وتوليفة فريدة من الاستماع والإنصات والتحدث يطل اللواء ركن أحمد عسيري من ردهات غرف عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ليكون الشاشة البشرية التي تلخص معلومات العملية وتداعياتها ومستقبلها.
لا يحتاج اللواء عسيري إلى ورقة أو قلم أو إطلالة على لغة الأرقام، فالذاكرة العسكرية والاستذكار العسكري والعمق الاستراتيجي تطغى على ملامح اللواء البشوش، وتتلخص تلك الملامح في لغة معلوماتية فريدة تلخص الحدث وترصد الحادثة وتعمق السؤال وتبرز الإجابة باختصار وانتشار في آن واحد للمعلومة الواضحة.
النمر السعودي الخارج من ميادين الجيش السعودي العظيم التي عشقها وصال فيها وجال ضابطاً محترفاً بالمهمة ومعلماً مستشرفاً بالهمة، يعشق العمل ويعبق تاريخه الوظيفي بشهادة كبار قياداته؛ مما جعله مستشاراً في مكتب وزير الدفاع محل ثقة وموضع دراية ومكمن معلومة، فكان الأمثل والأكمل لمهمة تخصصية برع فيها عندما اختير ليكون متحدثاً باسم عملية عاصفة الحزم في بداياتها، ليشكل عاصفة إعلامية موزونة متزنة متوازنة من الامتياز والإيجاز يلخصها اللواء العسيري وهو يلمح السؤال في وجوه الإعلاميين، ليقابل أوساط الأسئلة بوجه بشوش وابتسامة قامة ليعطي إجابة كاملة لا تعترف إلا بلغة أرقام معلوماتية تنطلق من ذاكرته المشغولة بالعمل المنشغلة بالإحصائيات والحقائق.
بات السعوديون بل والعرب وكل وسائل الإعلام بمختلف أطيافها يعرفون اللواء عسيري، وأصبحت بين العسيري والمجتمع لغة اجتماعية مشتركة، فهو أمين سر الحرب وصاحب البلاغ ومالك المعلومة ومنبع النتائج اليومية للعمليات العسكرية.
اللواء عسيري القادم من جنوب المملكة والدارس في كليات الوطن والمتمرس في التدريب والتعليم، والعسكري العبقري الذي أعجز الفرنسيين عندما نال المركز الأول في عقر ديارهم لغة وعلماً وتدريباً ومهارة، والماهر في فنون وعلوم الدفاع الجوي والذي تخرج من تحت يديه المئات من الأفراد والضباط في معهد القوات الجوية وكلية الأركان وجناح الحرب، شخصية مألوفة متآلفة يمتلك لغة جهورية تحمل سمات العسكري المغوار وتلامس مهمات عبقري المشوار الفريد الذي سطره العسيري بكفاءة فريدة في اللغة والتدريب والمهارات الذهنية والقتالية والفنية، فنال الأنواط المختلفة داخلياً وخارجياً وإن كان أهمها هو الشرف الأخير الذي عانقه العسيري متحدثاً باسم قوات التحالف في حرب اليمن.
العسيري نمر القوات السعودية شخصية معلوماتية بشرية جمعت العلم والخلق والاتزان في ميزان متحدث بارع ذي مركز فارع في تاريخ المتحدثين على مستوى العالم، نال الإعجاب أرضاً من وطنه وقادته ووسائل الإعلام وجواً من زملائه الآخرين الذين يسمعون تسطير العسيري لإبداعاتهم كلمة وصورة للإعلام من مختلف أصقاع العالم.
أيَّام قلائل نال فيها اللواء عسيري نوط الاستحقاق الشعبي ووسام الإبداع المعرفي، وهو يلون سماعات الحدث بمعلومات قيمة مركزها فكراً إِنسانياً لامعاً وتعاملاً رفيعاً مع السؤال والاستفسار، ليعلن بلغة مهارية وبلسان فصيح وقول مريح إجابات أشبه بنظريات حديثة في فن الحوار والتعامل والإنصات والثبات في آن واحد.
بالأمس نال الثقة الكريمة بترقيته إلى رتبة «لواء» ليسير قدماً ماضياً حيث بعد نظر يملكه الكبار ويتملكه الاقتدار العسكري والاستراتيجي الذي وضعه به العسيري كبصمات ذهبية على خريطة العمل وعلى درب المستقبل.
ها هي السعودية تؤكد انها منبع ومرجع للنابغين والمبدعين، واللواء عسيري أحد المتخرجين من أكاديمية الوطن عسكرياً وقيادياً ومستشاراً ومتحدثاً برع في خطواته الأولى، فكان واقفاً على الصف الأول مع الكبار الذين وصلوا لخط النهايات بإبداع البدايات.
- عبده الأسمري