د.عبدالعزيز الجار الله
شهدنا ليلة الـ(27) من رمضان ليلة من أصعب الليالي التي تمر على القيادة والأجهزة الأمنية والتنظيمية عندما يتجمع أكثر من مليوني معتمر في بقعة محددة جدا هي المسجد الحرام، هذا العدد وأقل منه بقليل يجتمع في المسجد الحرام: في صحن الكعبة المشرفة، وفي ساحات المسجد، وتوسعة الملك عبدالله يرحمه الله، وتوسعة المسعى، وفي الأسطح العلوية - يجتمع - طوال شهر رمضان حوالي (30) ليلة أي أن مكة المكرمة قد يزورها (15) مليونا في رمضان فقط، وهي ضمن حسابات رؤية السعودية 2030، لكن الرقم الحقيقي لدى هيئة الاحصاء.
أعود لليلة (27) التي شهد الحرم فيه من المعتمرين والزوار حوالي مليونين، وكانت مخيفة حتى على المواطنين والمقيمين في الداخل وفي نطاق مكة المكرمة، والمخاوف من أعمال تخريبية وإرهابية لا سمح الله، ومن أعطال تقنية في أنظمة الحرم، وفي الكهرباء وخدمة المواصلات والاتصالات، والتكييف والإنشاءات الجديدة التي لم تجرب بهذه الأحمال إلا ليلة (27) من رمضان، هذه المخاوف يبرز من صورها المتعددة صورة إيجابية للمملكة وسمعتها الدولية هي إبراز مكانتها وقيمتها وحجم مسؤوليتها من خلال التغطية الإعلامية التي تنقل هذه الصورة بكل أبعادها الإعلامية للعالم.
لدينا مشهد إعلامي مؤثر ومقنع وضوء إعلامي ساطع لو وظف بشكل جيد لاستفادت منه بلادنا للإعلان والتعريف بدور وأهمية المملكة وحجم إنفاقها على المشاعر المقدسة وإبراز سخي واهتمام الدول والقيادة بالمشاعر المقدسة، ومدى التسامح والسلم الذي يقدمه الإسلام المعتدل الذي يدعو للسلام والتآلف بين المسلمين وبين شعوب الأرض من غير المسلمين، لكننا لم نستفد منها كما يجب ليس في هذه الليلة وإنما في مناسبات دينية في أيام الحج وغيرها لم يتم نقلها كما يجب.
نحتاج إلى تركيز إعلامي أقوى وأكثر مهارة لننقل للعالم حقيقة سماحة دولتنا وارتباطها بالسلم العالمي وأن الإسلام الحقيقي يدعو إلى المحبة والأخوة والتصالح، من خلال إعلام ذكي ومقنع يتجاوز الأطر التقليدية، ويخاطب ويصل الغير الشعوب البعيدة والتي لا تسمع صوتنا، فالصورة الإعلامية الحالية موجهة للداخل أكثر الذي يعرف ويقدر حجم ما يقدم للحرمين، نحتاج إلى إعلام ينقل صور مشاهد مكة المكرمة لدول العالم.