د. عبدالواحد الحميد
كلُ من قُدِر له أن يسافر خلال إجازة هذا العيد عن طريق مطار الملك خالد بالرياض أو مطار الملك عبدالعزيز بجدة ذاق من العذاب والمعاناة المريرة ما قد يجعله يفكر ألف مرة قبل معاودة تجربة السفر من خلالهما كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً وكلما وجد خيارًا آخر، لكن المشكلة أن الخيارات قليلة، فما زالت شبكة خطوط القطارات إما تحت البناء والتشييد أو مجرد خطط وأحلام أو هي عاملة ولكنها ليست في أحسن حال.
وقد رأيت الزحام الخانق والفوضى العارمة في مطار الملك خالد والتذمر الشديد من الناس الذين وقفوا في طوابير متكدسة لا يعرفون ماذا سيجري لهم ومتى ستنفرج الأزمة!
حالة من عدم اليقين واليأس والإحباط والغضب بين المسافرين والمودعين والمستقبلين، ومناظر غير حضارية لا تليق بجدة أو الرياض أو بسمعة المملكة. فالمطارات هي واجهات المدن وهي أكبر منبر علاقات عامة ولا يمكن للمسافر أن يتخلص من الانطباع الذي تتركه تجربة المرور من مطارٍ ما في نفسه: سلبًا أو إيجابيًا.
هي نفس الأعذار التي سمعناها من قبل عن تعطل أجهزة سير العفش وعن الرحلات الإضافية وظروف مواسم الأعياد والإجازات، فهل يمكن قبول هذه الأعذار في كل مرة وهل تلاشت القدرات الإبداعية لدى المسؤولين في هذه المطارات عن اجتراح الحلول التي تقضي على هذه الفوضى الموسمية المتكررة!؟
تخيل مسافرًا يصل من الرياض إلى تبوك بعد معاناة شاقة ثم يكتشف أن حقيبته وصلت إلى نجران، ومسافرًا يصل إلى الجوف من الرياض ثم يكتشف أن حقيبته وصلت إلى مطار جدة!!
هذه ليست حالات خيالية من العالم الافتراضي ولكنها وقعت خلال الأيام الماضية، وحدث مثلها حالاتٌ كثيرة جدًا، وهي نفسها حدثت في السابق، فهل نحن مهيؤون فعلاً لتفعيل تفاصيل الرؤية الوطنية 2030 وبرنامج التحول الوطني بجعل قطاع النقل أحد المرتكزات الكبرى لتطوير اقتصادنا الوطني؟
لقد سئم الناس من الأعذار والتبريرات، فهم يسافرون إلى الدول الخليجية المجاورة ويرون كيف أن المرور بمطاراتها هو متعة وتجربة جميلة يتطلعون إلى تكرارها ثم يقارنون ذلك كله بما يجري لهم في مطارات المملكة وخصوصًا مطاري الرياض وجدة وهما أكبر وأهم مطارين في المملكة ومن أقدم المطارات في المنطقة كلها، فهل يكف المسؤولون عن تقديم التبريرات ويقدمون خدمات لائقة ترتقي إلى السمعة التي نريدها لبلادنا؟